الجزائر

الأشواك والعجلات و"الخامسات" لدرء العين


كلّ يوم يفاجئنا البعض بطقوس غريبة لدرء العين، أو هذا ما يعتقدون، طقوس، لا ندري إن كانوا اجتهدوا في اختراعها، أم أنهم استمدوها من الثرات او العادات القديمة، ومثل ذلك وضع الأشواك ليس في البيوت او الأراضي، بل على واجهات المحلات.مصطفى مهدي
هذه الظاهرة لا تنتشر في المناطق النائية والمنعزلة فقط، بل وفي قلب الجزائر العاصمة حيث توجد محلاتٌ تضع الأشواك على واجهات المحلات لدرء العين، ورغم أننا لاحظنا تكرر المنظر، إلاّ أننا لم نكن نحسب أن ذلك بسبب العين او شيء من هذا القبيل، بل حسبنا أنها وضعت للتزيين، رغم منظرها الذي يثير الرعب في النفوس، لكنّ وبالصدفة سمعنا حديث صاحب المحل إلى احد أصدقائه، حيث راح هذا الأخير يسخر منه على وضع تلك الأشواك، ويقول له أنها وعوض أن تبعد العين، فهي لا شكّ ستبعد الزبائن الذين سيفرّون من منظرها البشع، لكنّ صاحب المحل لم يبال بسخرية صديقه، وقال له أن نصف تجارة أحسن من تجارة خاسرة، أي أنه مستعد على أن يضحي ببعض الزبائن، على أن يترك للعين طريقا إلى محله، فإيمانه بتلك الأشواك وقدرتها على درء عين الحسود كان كبيرا.
أي أنه كان مقتنعا، بأن وضع الأشواك على واجهة المحل خير طريقة على إبعاد العين، لكنا مع ذلك قمنا بالتقرب من بعض الزبائن حتى نرى رأيهم في الأمر، فابدوا استغرابهم من ذلك ولم يصدق البعض مثلما لم نصدق نحن في البداية أن تلك الأشواك وضعت لغرض آخر غير التزيين، فقال لنا سفيان: "أنا وبصراحة لا أحبذ وضع العجلات ولا الخامسات وغير ذلك خير من تلك الأشواك، فكلها خرافات يجب محوها، ويجب أن لانستغرب من اليوم فصاعدا مثل تلك الأمور، رغم أنّ ما يحيرني أن يفكر شاب بهذه الطريقة بعدما كان هذا التفكير منحصرا في المسنين والعجائز الذين لم ينالوا حظا من العلم أو أنّ الكبر قد اتلف عقولهم"، أمّا رضا فلم يأخذ الأمر بجدية حيث قال: "فليضع الأشواك وما شاء من النباتات وحتى الحيوانات على واجهة محله، على ألا تصيب الزبائن بمكروه على الأقل، وربما قد يتمكن فعلا من درء العين، حيث سيمر عليه حاسد فيشفق على حمقه وسخفه فيتركه لحاله"، وقد تدخل رضوان من جهته بالقول: "لا بدّ أن نحارب هذه الظواهر ليس في المحلات وفقط، بل كلّ العقول التي تفكر بهذا الشكل، فصحيح أنّ العين حق، ولكن هناك طرائق أخرى لدرئها، اصح وأنفع، مثل قراءة المعوذات وبعض الآيات الكريمات من القرآن والدعاء وغير ذلك من الأمور التي أوصانا بها نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، ولكن أغلب الناس لا يعلمون".
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)