لازالت الأسماك في برجها العاجي بمختلف أنواعها وباتت أكلة الطبقات الغنية، فيما راح البعض إلى اقتناء الأسماك المجمدة من أجل تعويض الأسماك الطازجة، وعرفت محلات الأسماك المجمدة إقبالا كبيرا عليها على الرغم من ارتفاع أسعارها وافتقارها إلى الفيتامينات، إلا أن البعض رأى أنه لا يمكن الاستغناء عن تلك المواد المفيدة جدا للجسم بعد أن بعدت عنهم الأسماك الطازجة التي تعلو أسعارها عن المجمدة·لاحظ الكل الخلو التام على مستوى الأسواق من حيث طاولات عرض الأسماك وكل المواد البحرية بوجه عام بعد أن تضاءل الإقبال عليها في الآونة الأخيرة بالنظر إلى الالتهاب الذي شهدته أسعارها، وصعدت أبسط الأنواع إلى 350 دينار جزائري أما الراقية كالجمبري الذي وصل إلى 1000 و1200 دينار والكالامار الذي وصل إلى حدود 700 دينار، تلك الأسعار التي لا تتوافق البتة مع القدرة الشرائية لأغلب الأسر على الرغم من الغيظ الكبير الذي يظهره الكثيرون بسبب غياب تلك المواد المفيدة عن موائدهم، حتى الأطفال الصغار لم تقو أمهاتهم على توفيرها لهم ولو بنسب متضائلة بالنظر إلى منافع تناول تلك المادة في السنوات الأولى، وأصبحت المأكولات البحرية مثلها مثل اللحوم، لتكتفي أغلب الأسر باللحوم البيضاء تلك التي تنخفض أسعارها تارة وترتفع تارة أخرى·
اقتربنا من بعض المواطنين من أجل رصد بعض آرائهم وكذا الوقوف على بعض الحلول التي عوضوا بها تلك الأسماك الطازجة فوجدنا أن منهم من مالوا إلى الأسماك المجمدة كبديل عنها بجلبها بكميات متفاوتة خاصة وأنها هي الأخرى مرتفعة الأسعار ما قاله الشيخ حميد، 78 عاما، قال إن سنه يجبره على التزود بتلك المواد خاصة وأنه في الوقت الأخير أضحى ينسى كثيرا وضعفت ذاكرته فنصحه الطبيب بوجوب تناول الأسماك بمختلف أنواعها حتى ولو كانت مجمدة بالنظر إلى فاعليتها في تنشيط الدماغ والذاكرة، وأضاف أنه بين المرة والأخرى يقوم بجلب كمية من الأسماك المجمدة لكي يستهلكها مع أسرته خاصة وأن الأسماك غابت كثيرا في المدة الأخيرة بالنظر إلى اللهيب بسبب الارتفاع الذي تشهده الأسعار·
أما السيدة وردة فقالت إن غلاء أسعار الأسماك جعلها تغيب لسنوات عن موائد الأسر بالنظر إلى ضعف القدرة الشرائية للجميع، وحتى الأطفال الصغار حرموا منها نظرا لعدم قدرة الأولياء على تزويدهم بتلك المادة المفيدة في نموهم بسبب الأسعار التي تبقى حجر عثرة، فحتى السردين وصل إلى حدود 400 دينار وقالت إنها شخصيا تعزف عن اقتنائه وهو على ذلك السعر وعوضته ببعض اللحوم البيضاء خاصة وأن اللحوم الحمراء هي على نفس وتيرة الأسماك·
تقربنا من الطبيب العام (ف لقمان) لمناقشة الفكرة، فقال إن عدم استهلاك أنواع الأسماك له تأثيرات من جميع النواحي لاسيما وأنها مواد فعالة في تقوية الذاكرة وتنشيط الدماغ بالنظر إلى الفيتامينات والمعادن التي تحويها، لذلك عادة ما ننصح المسنين بتناول الأسماك بكثرة خاصة وأنهم الفئة المعرضة لمرض الزهايمر وضعف الذاكرة إلى جانب الأطفال الصغار الذي ينصح بتزويدهم بالمواد البحرية بمختلف أنواعها·
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/02/2012
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : نسيمة خباجة
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com