الجزائر

الأسد "اتهامات الكيماوي لعبة سياسية بحتة" تركيا تؤيد كل ائتلاف معارض لسوريا دون إجماع أممي



الأسد
روسيا والصين تحذران واشنطن من الخيار العسكريانتقد الرئيس السوري بشار الأسد الاتهامات الموجهة إلى نظامه بخصوص استعمال السلاح الكيماوي في الغوطة بريف دمشق معتبرا إياها لعبة سياسية بحتة، مشددا على استكمال كل العقود المرتبطة بالسلاح والموقعة مع روسيا رافضا بذلك الخضوع لضغوط كل من واشنطن، أوروبا ودول الخليج، فيما حذرت روسيا والصين من خطورة الخيار العسكري في سوريا ودعتا إلى تني الحل السياسي.
نفى الرئيس السوري بشار الأسد الاتهامات الموجه إليه بشأن استعمال السلاح الكيماوي في ريف دمشق مرجعا ذلك إلى اللعبة السياسية التي تهدف إلى ضرب انتصارات الجيش السوري التي حققها في مناطق عدة من البلاد، وأعلن الأسد أن الأزمة التي تمر بها بلاده لن تثنيه عن مواصلة العمل بموجب الاتفاقيات التي تجمعه بموسكو فيما يتعلق بشحنات الأسلحة المتفق عليها سابقا، خاصة وأن روسيا تورد لسوريا ما يساعدها على الدفاع عن نفسها في الحرب التي تخوضها، وأضاف الأسد في مقابلة مع صحيفة ”ازفيستيا” نشرت أمس أن المساعدات الروسية المقدمة ساعدت على تحسين الأوضاع الاقتصادية للبلد ما دفع الرئيس السوري إلى عدم استبعاد لجوئه إلى القروض الروسية، مؤكدا أن عدم الاستقرار في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط سينعكس سلبا على موسكو، كما استبعد قيام الدول الغربية بشن حملة عسكرية ضده لأن الجميع يدرك كما قال أن ما يجري في سوريا هي حرب ضد الإرهاب ولا علاقة لها بالإنتفاضة الشعبية ومطالب الإصلاح، واعتبر الأسد السبب الرئيسي في طول مدة القتال في سوريا واستمرار العمليات العسكرية هو التسلل المستمر لأعداد كبيرة من الإرهابيين من الخارج الذي يعززه تواصل التمويل والتسليح من أطراف غربية وعربية عدة.
ويقف المجتمع الدولي بخصوص استعمال السلاح الكيماوي في الغوطة على ضفتين متقابلتين يتهم فيها أعضاء الضفة الأولى النظام السوري بالوقوف وراء حادثة الغوطة على غرار واشنطن، فرنسا وبريطانيا وتطالب بضرورة محاسبة السلطات السورية وذهبت الولايات المتحدة الأمريكية إلى حد الاستعداد للتدخل العسكري في المنطقة، وانضمت إلى الحلف تركيا التي قررت الانضمام لأي حلف ضد سوريا حتى من دون إجماع الأمم المتحدة، وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أمس أن بلاده ستنضم إلى أي تحالف ضد بشار الأسد دون توافق أوسع في الآراء داخل مجلس الأمن، وأضاف لصحيفة ”ميليت” أن تركيا تمنح دوما الأولوية للتحرك مع المجتمع الدولي بقرارات أممية.
لافروف ”موسكو لن تتحالف مع أحد لخوض حرب ضد دمشق”
فيما تحذر أطراف الضفة الأخرى من خطورة الخيار الأمريكي وتطالب بالتريث وتغليب الحل السياسي على العسكري، وحذرت روسيا أمس الولايات المتحدة من عواقب شديدة الخطورة قد تنجم عن تدخل عسكري محتمل في سوريا، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا لن تخوض حرباً مع أحد في حالة التدخل العسكري الغربي في دمشق، وحذر لافروف في مؤتمر صحفي من أن أي تدخل عسكري في سوريا بدون تفويض من الأمم المتحدة سيكون انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، وناشد لافروف الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى لتفادي أخطاء الماضي بتدخلها في سوريا بعد اتهامات من مقاتلي المعارضة لقوات الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيماوية ضدهم، واعتبر وزير الخارجية الروسية إن الغربيين غير قادرين على تقديم أية أدلة تثبت اتهاماتهم للنظام السوري بشن هجوم كيماوي في ريف دمشق، مشددا على قلق موسكو بشأن الخطوة الأمريكية، من جهتها دعت الصين، أمس إلى معالجة مسألة استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا بحذر بالغ، داعية إلى البحث عن حل سلمي للأزمة السورية، وذكر وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، في بيان أن الخيار السياسي يعد الطريقة الواقعية الأنسب للأزمة، وأضاف أن بلاده تدعم الأمانة العامة للأمم المتحدة فيما يتعلق بإجراء تحقيق مستقل وموضوعي يتماشى والتقارير الدولية ذات الصلة.
فريق المفتشين الدوليين يتعرض للقنص
تزامنت تصريحات الرئيس السوري مع توجه بعثة التحقيق الدولية إلى موقع الحادثة بريف دمشق للتأكد من المزاعم المتبادلة بين النظام والمعارضة بشأن استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة، بعد أن حازت على موافقة السلطات السورية وتلقت تعهدات من قبل المعارضة لضمان وصول وعودة فريق العمل بشكل آمن، لكن يبدو أن هذا الوعود لم تتحقق على أرض الواقع، حيث تعرضت البعثة لعمليات قنص استهدفتهم وهو في طريقهم إلى مكان الواقعة، وأعلن متحدث باسم الأمم المتحدة أن قناصة مجهولين أطلقوا النار على خبراء الأمم المتحدة في الأسلحة الكيماوية دون أن يوقع ضحايا، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي أن عمليات إطلاق نار عمدية استهدفت السيارة الأولى لفريق التحقيق عدة مرات من قبل قناصة مجهولين في المنطقة العازلة، ما دفع الفريق بالعودة إلى الحاجز الحكومي بعد تضرر سيارتهم، لكنه أكد عودة الفريق إلى العمل بعد استبدال وسيلة النقل، وقد حمّلت الحكومة السورية العصابات المسلحة مسؤولية أمن وسلامة أعضاء فريق الأمم المتحدة والحفاظ على أمنهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)