الجزائر

الأستاذ و الباحث بجامعة وهران محمد ملياني



الأستاذ و الباحث بجامعة وهران محمد ملياني
الصحفيون يتحملون مسؤولية تنوير المجتمع بالمعلومة الصادقةدعا الدكتور محمد ملياني الإعلاميين إلى التحلي بأخلاقيات المهنة، باعتبارها من العناصر الأساسية التي تحدد هوية الصحفي، مع احترام حق المواطن في الحصول على المعلومة الصحيحة دون تزييف أو تضليل، وفقا لما تنص عليه المادة 40 من قانون الإعلام. وقال الأستاذ بجامعة وهران في محاضرة ألقاها أمس وحملت عنوان « وسائل الإعلام وأخلاقيات المهنة: بين أخلاقيات القناعة وأخلاقيات المسؤولية»، أنه على الصحفي أن يعي جيدا حق المتلقي أو القارئ في الحصول على المعلومة الصحيحة، مشددا على أهمية الدورات التكوينية التي تستهدف الصحفيين، في ترسيخ مبادئ وأخلاقيات الممارسة الإعلامية، في سيبل الوصول إلى مجتمع ديمقراطي، موضحا أن الصحافة يمكن أن تلعب دورا إيجابيا، كما يمكن أن تؤدي عكس ذلك، وأعطى على سبيل المثال كيفية تعامل الإعلام الأمريكي مع الحرب في العراق، حيث عمدت بعض الصحف المعروفة، من بينها «نيويورك تايمز» إلى نشر مقالات ومواضيع تؤيد جميعها الحرب على العراق، وحشد القراء لتبني نفس الموقف، وهو ما حدث بالفعل، مما مكن الرئيس السابق جورج بوش من الفوز بعهدة رئاسية ثانية، لكن عمليات سبر الآراء التي أجريت بعد سنوات بينت تغير مواقف الأمريكيين، حيث اعتبر 45 في المئة ممن شملهم سبر الآراء، أن الحرب على العراق لم تكن لها أي جدوى، وأنهم تعرضوا للتضليل الإعلامي. ويؤكد الدكتور ملياني أن أخلاقيات المهنة هي أمر شخصي، لكنها في الواقع تعني كافة المجتمع، عن طريق منح المعلومة الصادقة، والتحلي بالموضوعية والتدقيق في صحة ما يتم نشره، والتعليق بنزاهة وموضوعية على الأحداث، مع ضرورة تجنب الدعاية، وكذا السرقات الإعلامية والقذف والشتم، معتقدا بإمكانية التوصل إلى أرضية موحدة عن طريق توحيد الأخلاقيات وتفعيل النصوص والقوانين، مقابل احترام مبدأ حرية التعبير، الذي لا يعني حسب المحاضر قول أي شيء، مذكرا بأن الإطار القانوني الذي تضعه الدولة، كقانون الإعلام وهيئات الضبط من شأنه أن يضمن جانب الأخلاقيات.ودعا المحاضر الصحفيين إلى تحقيق توازن ما بين المسؤولية التي يمارسونها وقناعاتهم الشخصية، عن طريق نشر كل ما من شأنه خدمة المجتمع، ومحاربة الظواهر السلبية، دون إثارة البلبلة أو الفتنة، لكون الإعلام من بين أدوات التوعية والتربية، على غرار ما يقوم به المعلم، شريطة احترام قيم المجتمع، مع ضرورة توقع نتائج المواضيع التي يتم تحريرها، مضيفا أنه من بين مظاهر قلة الاحترافية، عدم تناسب العناوين مع المواضيع، وتحريف تصريحات الآخرين، أو أن ينسبها الصحفي لنفسه، مشددا على أن تجنب الانحراف عن الأخلاقيات لا يتم إلا بالتدقيق في صحة المعلومة. لطيفة/ب


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)