الجزائر

الأزهر يفتح النار على الشيخ فركوس



فيما تواصل جمعية العلماء انتقادها الشديد لفتواه
**
* الدكتور طالبي: فتوى فركوس تحُيي النزاع بين فرق انقرض أغلبها
أتباع فركوس يشنّون حملة مضادة تستهدف مناوئيه
فتح الأزهر الشريف في مصر المار على كبير السلفيين في الجزائر حيث انتقد مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر بشدة الفتوى الجديدة لزعيم التيار السلفي في الجزائر الشيخ الدكتور محمد علي فركوس والتي يُخرج فيها جمهورًا كبيرًا من أهل السنة والجماعة وفي سياق ذي صلة واصلت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين انتقادها الشديد لفتوى الشيخ فركوس وفي المقابل يدافع أتباعه بشراسة عن فتواه ويرفضون الطعن فيه.
وقال عضو المجمع المصري للبحوث الإسلامية بالأزهر الدكتور محمد الشحات الجندي: إنّ فتوى الشيخ الجزائري خطيرة وغير مؤسّسة على اعتبار أنها تقدح في الأشعرية والمتصوفين.
وأبرز الجندي في تصريحات إعلامية نقلها موقع إرم نيوز أن التيار السلفي عُرف بعداوته وكراهيته للصوفية والمتصوّفين وللمذهب الأشعري مُوضّحًا أن الخلاف بين التيارين سياسي وليس دينيًا.
وأضاف المتحدث أن فتوى فركوس المثيرة للجدل توجه الدفّة صوب اعتبارات عقائدية دينية وهذا -بحسبه- خطأ لأن التصوف نزعة نفسية تدعو إلى الاعتزال والاعتكاف للعبادة.
وأفاد عضو البحوث الإسلامية أن التصوف مذهب إسلامي تعود جذوره لعهد الصحابة عليهم رضوان الله وهدفه تزكية النفس وتعلّقها بخالقها ولا يُمكن القول بتاتًا أن تلك الحركة خارجة عن الدين الإسلامي.
وشدّد الجندي أنّ المذهب الأشعري أيضًا هو مذهب معروف من مذاهب أهل السنة والجماعة إن لم يكن أقربها وهو المكون الرئيس لأهل السنة والجماعة.
طالبي: إن هذا لمنكر لا يجوز السكوت عليه
وفي الجزائر ما تزال دعوات الاستنكار قائمة لما صرّح به الشيخ محمد علي فركوس حيث اعتبر علماء ومفكرون أن موقفه مدعاة للتفرقة بين المسلمين والتمكين للشقاق بين مكونات الأمّة. وحذّروا من أن دعوته الأخيرة تكرّس ل إثارة النّزاعات المذهبية القديمة في ظلّ وجود تحديات داخلية وخارجية ينبغي أن تتكاتف الجهود لمواجهتها.
واعتبرت التصريحات تكفيرًا لكل المنتسبين إلى الاتِّجاهات الفكرية الحديثة وقد خلّف ذلك عاصفة من الانتقادات اللاذعة لاعتبارها تحريمًا للانخراط في التيارات الوطنية والقومية والعلمانية والليبرالية.
وأصدرت وزارة الشؤون الدينية حسب المصدر نفسه تعميمًا لأئمة المساجد وموظّفي الشؤون الدينية في الولايات تأمرهم فيه بالتصدي لفتوى شيخ السلفية التي يُخرج فيها جمهورًا كبيرًا من الأمة ويصفهم بأهل الأهواء.
وواصلت جمعية العلماء المسلمين انتقادها الشديد لفتوى الشيخ فركوس معتبرة إياها خطرا على وحدة الأمة الجزائرية وقالت أنها تدعو إلى النزاع والشقاق والتفرقة بين أفراد الأمة الواحدة وهو ما يهدد استقرار الجزائر خاصة والدول الإسلامية عامة.
ونشرت صحيفة البصائر لسان حال جمعية العلماء في عددها الأخير مقالا بقلم الدكتور عمار طالبي أحد أبرز قياديّيها تحت عنوان مذهب أهل السنة لا ينتسب إليه أهل الفتن والتفريق بين المسلمين شن فيها هجوما حادا على الشيخ فركوس قائلا إن كلام هذا الأخير مثير للفتنة بين المسلمين من جديد والذهاب إلى تضليل بعضهم لبعض والتبديع الذي يؤدي ببعضهم إلى التكفير الذي يعاني العالم الإسلامي اليوم منه ما يعاني وما داعش وقبلها القاعدة إلا من هذه العقلية العمياء فيأتي صاحب هذا الكلام فيحيي النزاع والتبديع والتضليل في عصر تتحد فيه الأمم وتتسامح المذاهب وتراعي المشترك وما اتفق عليه وهو الأكثر والأعم ويعذر بعضها بعضا فيما اختلفوا فيه .
وأضاف الدكتور طالبي إن هذا يعود بنا إلى القرون الخالية وإحياء النزاع بين الفرق الإسلامية التي انقرض أغلبها فلا وجود للجهمية مثلا الآن وتذكر كأنها حية تنازعهم والمسلمون اليوم لا يفرقون بين أشعري وماتريدي ولا بين معتزلي وغيرهم اختفى هذا النزاع إلا في عقول من يقرأ الكتب القديمة بدون فهم للظروف التي أدت إلى ذلك وذهبت ولا فهم لما يجري اليوم في العالم من اتحاد غيرنا وتفرقنا .
وختم الدكتور طالبي مقاله قائلا إن هذا لمنكر لا يجوز السكوت عليه لأنه لا عاقبة له إلا الفرقة بين المسلمين في عصر ندعو فيه إلى الوحدة. ونحن نبرأ من الدعوة إلى الولاء والبراء بين المسلمين فالولاء للمسلمين جميعا والبراء من أعدائهم ومن يدعو إلى تفرقهم .
الشيخ فركوس يواصل التواري.. وأنصاره يذودون عنه
ويعد الشيخ فركوس أعلى سلطة سلفية في الجزائر ولديه أتباع بالملايين في المغرب العربي وشمال إفريقيا ورغم شهرته الواسعة في بلده إلاّ أن فئة قليلة جدًّا من تعرفه لأنه يرفض التصوير ويعتبره من البدع.
ويتواصل فركوس الذي يُدرس الشريعة والحقوق بجامعة الجزائر مع أتباعه عبر موقع إلكتروني ينشر فيه آراءه الفقهية وفتاويه التي كثيرًا ما تثير الجدل في الأوساط السياسية والدينية بينما تتعالى أصوات لحجب شبكته على الإنترنت بحجة عدم حيازتها على ترخيص قانوني.
وفي أحدث فتاويه قال السلفي الجزائري إنّ: مصطلح أهل السنّة يراد به ما يقابل أهل البدع والأهواء فلا يدخل فيه إلا من يثبت الأصول المعروفة عند أهل الحديث والسنّة دون أصحاب المقالات المحدثة من أهل الأهواء والبدع.
وشنّ أتباع ومريدو الشيخ فركوس حملة مضادة تستهدف مناوئيه مقدمين مجموعة من البراهين حسبهم على صحة وصدق شيخهم الذي يواصل إثارة الجدل ويواصل التواري بعيدا أن أنظار الإعلام والرأي العام.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)