الأزمة سياسية يا جماعة

الانزلاق الأمني الخطير الذي شهدته مدينة بجاية أول أمس والتعزيزات الأمنية المشددة، التي سبقت زيارة سلال إلى تيزي وزو، توحي أن الأمور تسير نحو الانزلاق، انزلاق قد لا يستفيد منه أيا كان، لا المترشحين، ولا المواطنين، ولا الديمقراطية ولا الجزائر....لكن دعونا نقف لحظة للبحث عن أسباب هذا الانزلاق؟ أليس لكل عنف لفظي أو مادي أسباب؟ في الواقع يجب ألا ننكر انه منذ شهور، أي قبل الحملة الانتخابية، ظهر احتقان كبير في الساحة السياسية جراء التردد الذي صاحب ترشح الرئيس من عدمه، ثم الجدل الذي إعلان الرئيس الترشح على لسان الوزير الأول عبد المالك سلال.. حيث ظهرت حركات شعبية متفرقة رافضة لمسار العهدة الرابعة، وخرجت أصوات تطالب بمراحل انتقالية، وصاحب ذلك تجاوزات من قبل أنصار الرئيس، من خلال سب عمارة بن يونس لمن لا يحبهم، رغم تراجعه، ومزحة سلال حول الشاوية التي كادت أن تفجر المنطقة....صحيح أن حالة الاستقطاب أصبحت حادة مع اقتراب نهاية الحملة الانتخابية، وصحيح أيضا أن الصراع السياسي بلغ أوجه، لكن الصحيح أيضا أن هناك شعور بتضاؤل مساحة الأمل، هناك شعور شبه عام بتضاؤل فرص التداول السلمي على السلطة، الوصول إلى السلطة في ظل فتح العهدات.... لذلك اعتقد أن ما يجري اليوم هو أزمة سياسية تستدعي حلا سياسيا وعلى الفاعلين الإسراع بذلك.