وقع الكاتب الجزائري سعيد هادف مؤلفا جديدا بعنوان « الأزمة الخليجية في ضوء التاريخ: من المسألة الشرقية إلى الشرق الأوسط الجديد « الصادر عن دار الوطن الجزائرية ، ..ويقول الكاتب إن المؤلف هو جزء من بحث متعدد الأبعاد والحقول المعرفية، عمل عليه منذ أن خرجت الجزائر من الأحادية الحزبية، في سياق نهاية الحرب الباردة، ودخلت عهد التعددية الحزبية وما ترتب عن ذلك التحول من انفلات أمني وانسداد سياسي، وقد تزامنت مأساة الجزائر مع غزو العراق للكويت.
وأمام هذين الحدثين وجد سعيد هادف نفسه مدعوا إلى فهم هذا التحول التراجيدي ومعرفة أسبابه.والكتاب في المحصلة مقاربة تاريخية سياسية للأزمة الخليجية في سياقها الإقليمي المرتبط جدليا بالسياق الغربي في مظهريه: الإمبريالي والديمقراطي. وقد تأسست المقاربة على المحطات التاريخية المؤسسة للراهن الخليجي في علاقته بأقطابه المحلية من جهة (بلدان مجلس التعاون الخليجي)، والأقطاب الإقليمية (إيران، إسرائيل ، تركيا ومصر) من جهة ثانية، والغرب من جهة ثالثة.
واستقراء للمعطيات التاريخية، اتضح أن الراهن الخليجي مرتبط عضويا بالتحولات التي عاشتها الإمبراطورية العثمانية تحت تأثير النهضة الأوروبية، وما صاحبها من حراك قومي وتحرري في الأقاليم العربية التابعة للسلطنة العثمانية، وفي سياق المسألتين (الشرقية واليهودية) والنهضة العربية.
وقد حاول الكاتب سعيد هادف أن يرصد المفاهيم التي سادت في حقل التداول العربي ولاسيما (النهضة العربية، اتفاقية سايكس بيكو، الغرب والصهيونية) مع التركيز على إعادة النظر في البراديغما التي هيمنت على الزمن العربي في علاقته بالراهن الأممي ولاسيما الغربي. كما حاول أن يجيب عن بعض الأسئلة من قبيل: لماذا بقيت النخب العربية أسيرة نظرتها اللاتاريخية للتاريخ؟ ، ولماذا فشلت في بناء خطاب فكري وسياسي متناغم مع مبادئ العقل ومنطق التاريخ؟ ولماذا انهارت أغلب التجارب السياسية العربية، وانهارت معها دولها جزئيا أو كليا؟ ، ولماذا تأسس الخطاب العربي، باستثناء الخليج، على معاداة الغرب؟ وما هو مآل الأزمة الخليجية؟ وما علاقة مشروع الشرق الأوسط الجديد بالمسألتين: الشرقية واليهودية؟
وقد خصص سعيد هادف حيزا هاما لبلاد الشام ومصر زمن النهضة، وكيف آلت تلك التجارب النهضوية، وكيف انتكست النهضة؟ وما علاقة المسألة الشرقية بمشروع الشرق الأوسط الجديد؟ بل ما هو الشرق الأوسط الجديد، كيف، ولماذا؟ وما هو المآل المغاربي في ضوء هذه التحولات؟
للإشارة فإن سعيد هادف، مثقف من غرب الجزائر. من مواليد 28/08/1960 ببلدة تامزوغا (ولاية عين تموشنت جنوب وهران)؛ شاعر، ناقد، باحث، صحفي وفاعل جمعوي. أصدر مجموعته الشعرية الأولى «وعيناي دليل عاطل عن الخطوة» سنة 1994 بالجزائر، و«مخطوط أكتو»، سنة 2007 بالمغرب، و«أحجيات زمن قيد الطبع»، سنة 2011 بفاس، المغرب، و«تخوم» سنة 2014 بوجدة، المغرب، تناول أشعاره نقاد من المشرق والمغرب العربي، وترجمت بعض قصائده إلى الفرنسية والانكليزية والرومانية والألمانية. غادر الجزائر سنة 1998 وأقام بالمغرب، ويعيش، حاليا، متنقلا بين البلدين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/09/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجمهورية
المصدر : www.eldjoumhouria.dz