الجزائر

الأديب والفنان التشكيلي العراقي يحي البطاط ل «الجمهورية»الريشة والشعر ينهلان من التاريخ الشخصي للكاتب



الأديب والفنان التشكيلي العراقي يحي البطاط ل «الجمهورية»الريشة والشعر ينهلان من التاريخ الشخصي للكاتب
وهران أذهلتني بالفيض الإنسانيالباهية مدينة مثالية للحياة والإبداع
فنّان ذواق للكلمة على مستوى عال من الجمال والطيبة يستنبط ذرر الحسن حتى من أقبح الأشياء ويبرزها للمتلقي في أروع قصيدة وأبهى لوحة، هادىء الطبع ثاقب النظرة المتحدث إليه يكتشف سعة إطلاعه وسمو روحه من أول حديث له معه، إنّه مفرد بصيغة الجمع الفنان التشكيلي والشاعر الأديب الصحفي العراقي يحيى البطاط أحد مؤسسي مجلة دبي الثقافية من مواليد البصرة سنة 1954 انتقل للعيش بالإمارات العربية منذ التسعينيات أثرى الساحة الفنية العربية بإبداعاته الراقية منها ديوان «تموت الشظايا» (1988) و«دلال الوردة» (2006) وكتاب «حديقة آدم» الذي يتضمن عدة نصوص كل نص يمثل حديقة من بينها حديقة الأشباح وحديقة الوطن وحديقة الليل والأنثى والجلاد وحديقة الماضي ومن معارضه الخاصة معرض «تحوّلات المدينة» الذي تفنّن فيه وأبرز من خلاله مدى قدرة ريشته على نثر سحر الألوان بمحاكاة عالم المدينة وقد جمعنا معه حديث شيّق كشف من خلاله عن جديده الفني وأبدى رأيه حول أمور في نقاط نكتشفها من خلال الحوار التالي:
* ماهو جديدك في عالم الشعر والنثر؟
في الشعر أعدّ الآن مجموعتي الشعرية الرابعة للطبع وهي بجملتها تضم قصائد سعيت من خلالها الى تلخيص الوجع والشغف الإنساني في الحياة والموت والحب، وهي نصوص تنتمي الى عالم قصيدة النثر التي حاولت مخلصا أن أستعين بكل تقنيات النثر والابتعاد عن اللغة الغارقة في الاستعارات، لغة أقرب إلى لغة المحكى اليومي ولكنها في العمق تنطوي على حرارة الشعر النصوص تبدو بسيطة في ظاهرها لكنها تستوعب الكثير من التأويل والمشاكسات التي تسعى الى هز قناعات المتلقى في اللغة والمعنى والتوليد.
* كيف هو حال الريشة المطيعة لسيدها وما هي آخر صيحاتها وعن أي المواضيع تنثر سحر ألوانها؟
أعدّ الآن لمعرضي القادم وسيكون تحت عنوان «نساء وحيدات» جلّ اللوحات تتحدث عن عالم المرأة الوحيدة الموحش المليىء بالصمت والتأمل والندم والخوف، ربّما سأنتهي منه نهاية هذه السنة أو بداية العام القادم لو استمرّيت في العمل بشكل متواصل وبلا انقطاعات قسرية.
* أيّهما أوفى وأكثر فصاحة في الترجمة والتعبير عن أفكار وأحاسيس يحي البطاط الريشة أم القلم؟
أعتقد أن خامة الشعر تختلف عن خامة التشكيل بالإضافة الى أنّ أدوات التلقي البيولوجية تختلف هي الأخرى، فالشعر يعتمد على الأذن الخارجية أو أذن العقل في التلقي لأنه إمّا أن يسمع النص أو يقرأه في كتاب، أمّا الرسم والفنون التشكيلية عامة تعتمد على التلقي البصري أو أداة العين في التواصل مع العمل، ومن هذا الفهم ندرك أن خامة الشعر هي اللغة أو الكلمات، أمّا خامة التشكيل فهي اللون أو الخطوط والحجر والطين، وهي خامات تختلف في طريقة معالجتها وتوصيل الرسالة الفنية من خلالها لذا أرى أنّنا نتعامل مع حقلين إبداعيين مختلفين وبالتالي فإنّ استجابة المبدع والمتلقي لهما تختلف ولا توجد بتقديري تقاطعات أو تنافسات بينهما.
* وإن تحدثنا عن استجابتك كمبدع أين يجد البطاط نفسه أكثر ارتياحا وانسجاما للتعبير عن مشاعره وأفكاره؟
أجد نفسي في الإثنين قلت لكم كل فن وله خاماته وأدواته وطرق تعبير مختلفة، وبالتالي التعبير عن مشاعر وحالات مختلفة قد نجد لها مكانا على سطح اللوحة أو على سطح الورقة.
* كيف ترى الحركة الأدبية والفنية في العالم العربي مقارنة بالعالم الغربي؟
أعتقد أنّ الحراك الأدبي والفني في العالم العربي في أغلبه حراك مفتعل وغير حقيقي بل هو صدى لحراك الآخر الغربي أو الشرقي، العرب في هذه المرحلة من تاريخهم غير فاعلين في الآداب والفكر والفنون والعلوم والتأمل الإبداعي، إنّهم بصفة عامة وبدون تخصيص مستهلكون للثقافة المستوردة مثلما هم مستهلكون للمنتجات الصناعية ومثلما مستهلكون كذلك للبرمجيات الحاسوبية وبسبب عجزهم وكسلهم المفرط في مواكبة الحراك الثقافي العام في العالم أصيبوا بإحباط شديد ويعانون الآن من نكوص وتقوقع حول ذواتهم في محاولة منهم لإعادة إنتاج الفكر الديني السلفي الذي سيطر على العالم القديم قبل أكثر من أربعة عشر قرنا، وبدلا من محاولة فهم العالم المعاصر ومتغيراته علِق العرب ذهنيا وواقعيا في وحل التاريخ.
* ماذا حملت ذاكرتك الإنسانية والفنية عن مدينة وهران بعد زيارتك لها نهاية السنة الفارطة؟
أعترف لك بأنني معجب أشّد الإعجاب بمدينة وهران التي أذهلتني بالفيض الإنساني الذي ميّز شخصيتها إنّها مدينة مثالية للحياة والعيش والإبداع والتأمل لا يزورها المرىء إلاّ ويتعلق بها بسبب ما تتوفر عليه من هباب طبيعية وإنسانية وغنى وتنوع تاريخيين، ما يعيب وهران هو الزحف الآلي الذي شوّه الكثير من براءتها وجمالها، تخيلي لو أن السيارات التي تسير في شوارع وهران قد تم اختزالها الى الربع سنحصل على مدينة يمكن أن تكون مثالا للمدن الباهرة.
أتمنى أن أزور وهران مرة أخرى لأستمتع بهوائها ونقائها واطلالتها المذهلة على البحر الأبيض المتوسط.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)