الجزائر

الأديب والشاعر الشيخ عناني سليمان في ذمة الله



الأديب والشاعر الشيخ عناني سليمان في ذمة الله
ووري التراب بمقبرة القليعة (تيبازة)، أول أمس، الأديب والشاعر عناني سليمان، الذي وافته المنية بمنزله العائلي عن عمر ناهز 90 عاما، إثر مرض ألزمه الفراش لفترة طويلة.
ولد الفقيد الذي يعد إحدى قامات الفكر والثقافة والأدب بالجزائر وأحد أعيان ولاية تيبازة، يوم 13 مارس من عام 1923 بمدينة القليعة، حيث عرف عنه منذ صغره حبه وميله الكبيران للتعلم وولعه بالفكر والأدب واللغة العربية، تلقى تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه قبل أن يلتحق بالمدرسة الثعالبية بالجزائر العاصمة، وبعد غلقها زاول دراسته لمدة خمس سنوات على أيدي أساتذة كبار، التحق كأستاذ بالثانوية الإسلامية الفرنسية للجزائر العاصمة، وهناك لقن تلامذته العلم وتخرجت على يده أكبر الشخصيات الوطنية تقلدت مناصب سامية في الدولة.
ساهم المرحوم الشيخ سليمان عناني بقوة في الحفاظ على اللغة العربية إبان فترة الاستعمار، من خلال سعيه المتواصل إلى تلقين الأطفال والتلاميذ في سرية تامة قواعد اللغة العربية للمحافظة على تعاليم الدين الإسلامي، وهو معروف أيضا بتقديمه دروس في المسجد. وبعد الاستقلال عين الشيخ عناني كمفتش للتربية الوطنية في الطورين الابتدائي والمتوسط على مستوى عدة مقاطعات في آن واحد، هي الجزائر، بوفاريك، البليدة، القليعة، شرشال وغيرها، وظل يكرس حياته للفكر والشعر والتاريخ بعيدا عن السياسة.
وشرع الأستاذ في تدوين أشعاره الأولى وتنظيم الشعر العمودي إلى سنوات الأربعينيات والخمسينيات بتشجيع من أساتذته، فيما اهتم باللغة الفرنسية وتعلمها وأتقنها، حيث ترجم عددا من الكتب من اللغة الفرنسية إلى العربية، على غرار كتاب ‘'تاريخ المقاومة في مدينة مليانة'' للباحث أحمد بن بليدية.
للمرحوم مؤلفات عديدة، منها كتاب الأدب الكلاسيكي ونفحات من المدرسة الثعالبية وهي عبارة عن مذكرات شخصية كتبها عام 2000، إلى جانب عديد المؤلفات حول سيدي علي مبارك وبن علال، له دراسة معمقة حول الشاعر أبي الطيب المتنبي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)