دعت الكاتبة أمل بوشارب، إلى التعود على فكرة التقدم التكنولوجي، بما فيها الذكاء الاصطناعي، واعتماد الكُتاب على أدواته لمساعدتهم في إنجاز نصوص حرفية، وهو ما قامت به في كتابتها، لقصة ستنشرها قريبا في دار النشر "شهاب".قدمت الكاتبة أمل بوشارب ندوة في جناح بعثة الاتحاد الأوربي بالجزائر ب"سيلا23"، حول الذكاء الاصطناعي والإبداع الأدبي"، قالت فيها إن الذكاء الاصطناعي عبارة عن تغذية خوارزميات معينة، مضيفة أن خلال خمس سنوات، أو على أكثر تقدير عشر سنوات، سنقرأ أدبا جيدا مكتوبا بالذكاء الاصطناعي، وفق تقنيات حرفية جيدة، لكن بدون مشاعر الكاتب ووعيه، والذي نجده في النصوص التقليدية.
واعتبرت بوشارب أن الكتابة حرفة يمكن تعلم تقنياتها، وهو ما فعلته مؤخرا بالرياض، حينما تلقت دعوة لتكوين كتاب في السعودية في الأدب البوليسي، مشيرة إلى أن الإنسان المولع بالكتابة، يمكنه أن يجد صعوبات في أن يلج إليها، لهذا يلجأ إلى هذه الورشات لتعلم تقنيات الكتابة، مثل صنع الشخصيات ووضع حبكة للنص والدفع بالقارئ إلى قلب الصفحات بشكل سريع، نظرا للتشويق المصاحب للنص، وهو ما نجده كثيرا في الغرب، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
أشارت الكاتبة، إلى وجود محاولات في أوروبا في كتابة الأدب كليا بالذكاء الاصطناعي، من خلال تلقين روبوتات لمعارف وتغذيتها بالمعلومات، لتتساءل عن موقع حقوق الملكية الفكرية من كل هذه الحركية؟ وتابعت أن شركة أمازون مثلا، أصبحت تطالب الكُتاب ببرهنة إذا كانت نصوصهم مكتوبة كليا باليد البشرية، أو بنسبة معينة من الذكاء الاصطناعي، لتؤكد مجددا أن الأدب المكتوب بالذكاء الاصطناعي ليس خيالا علميا، بل حقيقة، لتعيد التساؤل من جديد حول الملكية الفكرية لهذه النصوص، هل هي صنيعة كل الأيادي التي شاركت في تلقين الخوارزميات، بالتالي يمكن تحييد الكاتب كليا عن مهنة الكتابة؟
مشيرة في السياق عينه، إلى تساؤل مؤلفين كبار، مثل جون غريشن ودان بروان وستيفان كينغ، عن شرعية استغلال الذكاء الاصطناعي لقواعد الكتابة التي وضعها وسنوها؟ بالمقابل، أكدت أمل بوشارب قدرة الذكاء الاصطناعي على صنع نصوص أدبية جيدة، بل ممتازة، وقد يتطور الأمر في أجل أقصاه عشر سنوات، لكن هل نتحدث هنا عن نص بارد إنسانيا، رغم أنه محبوك بتقنية رائعة؟ وتجيب عن سؤالها بالإيجاب، وتضيف "كأننا نعيش في عصر ما بعد الإنسان، وكأننا أيضا سنقرأ في السنين المقبلة لأدب مكتوب بتقنيات عالية وبحبكة مشوقة وبحرفية عالية، تغذى بمليارات من النصوص التي كتبت على مدى التاريخ، لكن في نفس الوقت، سنبحث دائما عن ضمير ووعي الكاتب، وعن اللحظة التاريخية والتجربة الشخصية لصاحبه".
وانتقلت بوشارب في حديثها إلى الشعر بالمكتوب بالذكاء الاصطناعي، فقالت إن الغموض الذي يصاحب القصائد نجده أيضا في القصائد المكتوبة بالذكاء، فهل يُسهل هذا اللبس والإبهام من مهمة الذكاء الاصطناعي في كتابة الشعر؟ كما تطرقت أيضا إلى الكتابة الصحفية بتقنية الذكاء الاصطناعي، فذكرت أن صحفا في أوروبا تكتب بهذه التقنية، ونفس الأمر بالنسبة للبحوث الأكاديمية، التي بدورها تعتمد على كم كبير من النصوص، مشيرة إلى أن استعمال الذكاء الاصطناعي في الأدب مازال في بداياته، لكنه سيصل إلى غايته بعد سنوات، وقدمت الكاتبة مثالا بالترجمة الآلية ل"غوغل"، التي كانت قبل عشرين سنة سيئة ومضحكة، لكنها تطورت كثيرا، لدرجة أنها تضاهي ولو بنسبة كبيرة ترجمة الإنسان.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/10/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : لطيفة داريب
المصدر : www.el-massa.com