الأدب المغربي القديم والبعد المتوسطي فرنتون السيرتي أنموذجا (100/166م)

شهد البحر الأبيض المتوسط حراك وتفاعل ثقافي كان له تأثير كبير على بلاد المغرب، وقد نتج عن مفعول المثاقفة (L’acculuration) المفروضة من قبل روما على أفريقيا الشمالية أن نبغ في الكتابة باللاتينية أجيال متتابعة من المغاربة منهم فرنتون السيرتي، من الأدباء الذين كانت لهم مكانة كبيرة في الأدب العالمي، وأحد أهم علماء البلاغة المغاربة الذين كانوا يكتبون باللاتينية، ومن أبرز النحاة والمحامين في روما اللاتينية، عادل في شهرته الكاتب الروماني شيشرون، وكان الأستاذ الذي من بين تلاميذه إمبراطوران. يعتبر فرنتون البلاغة مدخل كل علم وفن، ولو كانت معرفة فلسفية، خلق من حوله مدرسة تكونت من مريدين كانوا يدعون "بالفرونطيين" (حاشية فرنتون). اشتهر بكتابة الرسائل باللاتينية واليونانية، أما بقية مؤلفاته، فقد ضاع أغلبها وخاصة خطبه. ولم يصلنا من كتبه إلا أجزاء متفرقة.