الجزائر

الأخضر حمينة داعية الجزائر الفرنسية



الأخضر حمينة داعية الجزائر الفرنسية
صرح المخرج الأخضر حمينة في (منتدى حرب الجزائر تنظيم مجلة ماريان وصحيفة الخبر)، يصرح في حوار دار في مارسيليا فقال: ''التعريب كارثة على الجزائر، وأن المدرسة الجزائرية لم تخرج سوى فاشلين''، ويتمنى لو استمرت اللغة الفرنسية بالجزائر كما كانت قبل .1962 وقد ردت عليه الأستاذة الجامعية زليخة بن صافي ردا مفحما فدافعت عن التعريب وعن المدرسة الجزائرية. وأنا أضيف لدفاعها بأنني أب لستة درسوا بالمدرسة الجزائرية المعرَّبة والجامعة الجزائرية وهم ناجحون، مثلا واحدة منهم تخرجت من جامعة باب الزوار، وأرسلت في بعثة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتخرجت من الجامعة الأولى الأمريكية في الفيزياء بتفوق وهي جامعة M.I.T، اسمها مها سعدي عاشور، شاهد الجزائريون بالتلفزة البرنامج الذي أعدته وزارة الخارجية الأمريكية عن خمسة علماء جزائريين كبار بأمريكا وهي من هؤلاء الخمسة.
تفاجأ الجزائريون من هذا التصريح، لكن أنا لم أفاجأ فقد سبق عندما اطلعت على أفلامه وجدت خلاصتها كما يلي: ''أن ثورة أول نوفمبر قام بها مجانين حيث حرموا الجزائر من نور المعرفة الفرنسية''، وقد سجلت موقفي لدى الرئيس هواري بومدين وقلت له: ''كيف تموّل الدولة الجزائرية أفلاما تعرّض بالوطنية الجزائرية؟''. ولنستعرض الرموز والإيحاءات التي جاءت في أفلام حمينة في فيلم (وقائع سنين الجمر) يستعرض فيه المخرج ''حالة ما يعانيه الشعب الجزائري من قوقعة فكرية اقتصرت على إملاءات رجال الدين، وحرمان الناس من حق المعرفة''، معرِّضا بذلك بالدور الذي أدّاه رجال الدين في تجنيد الجزائريين لمناهضة الاستعمار وإنجاح الثورة. ودون إظهار السبب المتمثل في تجهيل الاستعمار لهذا الشعب، بل راح المخرج يبرز مناظر عن وحشية الجزائري في منظر بشع عن جِماع عريس لعروسه بوحشية. الفيلم قدّم أحداث الثورة على لسان مجنون بين القبور، مبرزا بذلك أنها ثورة مجانين. وهذا هو الذي جعل الفرنسيين يعرضون هذا الفيلم في مهرجان ''كان'' ويمنحونه ''السعفة الذهبية''، بينما رفضوا من قبل عرض أفلام أخرى جزائرية كفيلم ''الأفيون والعصا'' لأحمد راشدي، و''الخارجون على القانون'' لتوفيق فارس و''دورية نحو الشرق'' لعمار العسكري، ورفضوا عرض فيلم ''معركة الجزائر''، كما لم يعرض بمهرجان ''كان'' فيلم ''مصطفى بن بولعيد'' لأحمد راشدي الذي فرض الفرنكفونيون عليه حصارا، كما رفضوا عرض فيلم ''زبانة'' لسعيد ولد خليفة بمهرجان ''كان''. لأن الفرنسيين يقرأون بين السطور فرأوا أن فيلم حمينة يخدم فلسفتهم في تمجيد الاستعمار. والذي يؤكد رأيي أن الفيلم الأخير لحمينة ''الصورة الأخيرة'' يعبر فيه المخرج عن حنينه للعهد الاستعماري من خلال معلمته اليهودية كلير بوايي Claire Boyer التي مثلت إمكانية إخراج الجزائريين من وحشيتهم وتجنيبهم للقيام بثورة المجانين التي حرمت الجزائريين من مواطنيتهم الفرنسية ومن استمرار الجزائر الفرنسية. وهذا ما عبر عنه حمينة في منتدى مرسيليا فاعتبر إعادة الاعتبار للهُوية الوطنية في التعريب جريمة في حق الجزائر الفرنسية التي يؤمن بها وأبرزها في أفلامه. الملاحظة الكبرى أن حمينة بمجرد أن تخلى عنه الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينمائية لم يخرج فيلما واحدا، لضعف كفاءته كمخرج حتى عند الفرنسيين أسياده.
ويبدو أن وزارة الثقافة الجزائرية قررت مكافأة الأخضر حمينة على موقفه اللاّوطني هذا، بتمويل فيلم له عنوانه ''صباح الرجال'' بمبلغ مالي خيالي، ومن غير شك سوف يأتي هذا الفيلم خادما للاستعمار الفرنسي الجديد، معرّضا بالثورة وبرجالها وبمبادئها
لقد عرف القرن العشرين ثورتين عظيمتين هما ثورة الفيتنام وثورة الجزائر، ثورة الفيتنام حققت بالفتنمة اللغوية دولة منتجة دخلت صف نمور آسيا، بينما تحققت الدولة الفرنكفونية بالجزائر التي تأكل وتشرب من المحروقات وتكاد لا تنتج شيئا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)