الجزائر

الأخصائيون يحذرون من تأثيرات الظاهرة الأطفال والهاتف النقال.. بين الضرورة والتباهي وسط الأصحاب



الأخصائيون يحذرون من تأثيرات الظاهرة                 الأطفال والهاتف النقال..  بين الضرورة والتباهي وسط الأصحاب
  رغم الإجماع الذي تلقاه وسيلة الهاتف النقال على أهميتها في الحياة اليومية، إلا أن امتلاكها من طرف الأطفال الصغار في المدارس الابتدائية والمتوسطة يعتبر أمرا مستحدثا لاقى العديد من الإنتقاد من طرف أهل  الاختصاص، والعاملين في المنظومة التربوية، فيما أرجع الأولياء سبب ذلك إلى حرصهم على الاطمئنان على أبنائهم. من خلال جولتنا في العاصمة بحثا عن الأسباب التي تدفع الأولياء لاقتناء هاتف نقال لأطفالهم، قابلنا عددا من الأولياء الذين أكد أغلبهم أن هدفهم الأول والأساسي هو الاطمئنان على أطفالهم خلال تواجدهم خارج المنزل. بدافع الاطمئنان عليهم.. لاحظنا أن أغلب من يملك أولادهم هاتفا نقالا يعمل كلاهما خارج البيت، معتبرين الجوال أداة وصل مهمة بينهم وبين طفلهم. نسيم، الذي يبلغ من العمر 12 سنة، التقينا به وهو يتكلم أمام باب مدرسته في هاتفه النقال، أخبرنا أنه يستعمل الهاتف للتحدث مع والديه لإخبارهم عن مكانه، حتى لا يقلقوا عليه إذا تأخر عن البيت خلال عودته للمنزل مساء”.  أما سليمة، أم لأحد الأطفال المتمدرسين في الابتدائي، فتعتبر أن “من أهم الأسباب التي دفعتها لاقتناء هاتف نقال لابنها هي ظروفها المهنية التي تجبرها على البقاء لساعات طويلة خارج المنزل، فهي تعتبره مطمئنا لها وأداة وصل مهمة بينها وبين طفلها”. أما مراد، الذي اعتبر أن حادثة تأخر ابنه عن البيت وتضييعه لطريق العودة، جعلته يقرر أن لا يترك ابنه دون هاتف نقال لتجنب القلق  والانشغال عليه خلال تواجده بالخارج. المعلمون يشتكون.. اشتكى العديد من المعلمين من ظاهرة امتلاك العديد من التلاميذ لهواتف نقالة، كما اعتبروا أنها تلهيهم عن الدراسة وتشتت انتباههم، وفي ذات السياق تقول المعلمة “فكيري مليكة” إنه بالإضافة للأضرار الصحية التي قد تتسبب بها هذه الأداة فإنها قد لاحظت انشغال التلاميذ الذين يملكون الهواتف باللعب بها طوال الوقت”. “بوزقاو حفيظة”، معلمة في الابتدائي،  تقول إنها لاحظت أن التلاميذ الذين يحوزون هاتفا نقالا يتميزون بعدم الانتباه في القسم وكذا انشغالهم بهذه الوسيلة التي تحولت إلى لعبة بأيدي هؤلاء الصغار، مؤكدة من خلال حديثها أنها قامت باستدعاء العديد من الأولياء بسبب ملاحظة تراجع مستواهم الدراسي. فيما اعتبرت معلمة أخرى أن من أكبر مخاطر النقال على التلاميذ هو تبادلهم للصور ومقاطع الفيديو التي لا تتلاءم مع سنهم!. الأخصائيون يحذرون من خطورته أكدت العديد من الدراسات أن للهاتف النقال مخاطر صحية واجتماعية كثيرة على الجميع، لاسيما على الصغار المعروفين باستعمالهم المفرط لهذه الأداة خاصة للتسلية وسماع الموسيقى. وفي ذات السياق يؤكد الدكتور بوجمعة، أخصائي طب أطفال، أن:”من أكثر الأضرار الصحية التي يتسبب بها الهاتف النقال هو تأثير هذا الجهاز على سمع الطفل، خاصة إذا كان يستعمل السماعات لسماع الموسيقى الصاخبة”. وأضاف ذات المتحدث أن جهاز الموبايل يؤثر كثيرا على خلايا المخ، لاسيما في مرحلة النمو أين تتسبب الذبذبات الكهرومغناطيسية بالضرر للجهاز السمعي والعصبي للطفل”. كما لم ينف نفس المتحدث احتمال صنع الهواتف الجوالة من مواد مسرطنة.  فيما اعتبرت الأستاذة المختصة في علم الاجتماع، راشيدة بشيش، أن انعكاس الهاتف النقال على المجتمع كثيرة جدا، فأمر امتلاك الطفل لأداة حساسة مثل النقال هو الخطر بعينه، مؤكدة من خلال حديثها أن معظم الأطفال لا يستعملون الهاتف النقال للضروريات، بل إن أغلبهم يجدون أنها مجرد لعبة للتسلية، ناهيك عن استعماله لإزعاج الآخرين بالمكالمات دون مبرر في لعبة قد تتسبب بمشاكل وخيمة للعائلات. أما الهاتف متعدد الخدمات الحاوي للكاميرا  والبلوتوث، فذلك أكبر المصائب - حسبها - لأن سنهم الصغير لا يمكنهم من فهم حقيقة الأمور، ما يجعلهم يرتكبون أخطاء أخلاقية كثيرة كتصوير الناس دون إذن، وكذا تبادل الصور اللاأخلاقية بينهم”، لذا تصر الأستاذة رشيدة على أهمية مراقبة الأولياء كل تصرفات أبنائهم.  إيمان مقدم  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)