الجزائر

''الأخ الأكبر'' في إفريقيا


 لا أعتقد أن جزائريا واحدا سيكون سعيدا بسماع خبر اعتلاء الجزائر المرتبة الأولى في إفريقيا من حيث المساحة بعدما يجري استفتاء تقسيم دولة السودان التي تحتل هذه المرتبة حتى الآن. إنها المأساة الحقيقة التي تعيشها القارة السمراء، ونحن نشهد للأسف إرهاصات تقسيم أكبر دولة في إفريقيا، وهي السودان، إلى دولتين. ونعيش منذ أيام كذلك مشاهد غير مسبوقة في دولة إفريقية أخرى هي ساحل العاج، يشتكي فيها رئيسان هما ''لوران غباغبو والحسن واطارا'' إلى العالم حال بلدهما ويطالب كل منهما صاحبه بالتخلي عن المنصب. في هذه الأثناء، تجري جهود كبيرة لم يتسن للجميع الاطلاع عليها تخص تشكيل قوة عسكرية إفريقية توكل لها مهمة وقف النزيف الدموي في القارة السمراء. وفي هذه الأثناء أيضا تواصل الجزائر قيادة حملة دبلوماسية لإقناع الأفارقة بضرورة حل المشاكل الإفريقية داخل ''البيت الإفريقي''.صحيح أننا لم نكتشف البارود عندما نقول إن الأمم المتحدة ومجلس الأمن أقوى بكثير من الاتحاد الإفريقي، ولكن ماذا يعني مثلا أن الولايات المتحدة الأمريكية ليّنت مواقفها بشأن إنشاء قاعدة ''أفريكوم'' لما اصطدمت بالرفض الجزائري المدعوم إفريقيا بخصوص هذا المطلب. حيث رافعت الجزائر مرارا لتشكيل قوة توكل لها مهمة محاربة الإرهاب في هذه المنطقة، وأنه لا حاجة لطلب المعونة من قوات المارينز.بكل وضوح إذن، يجب على الأفارقة أن يتعظوا مما يجري في الصومال والسودان وكوت ديفوار، ليعرفوا أن الحلول ممكنة وهي قريبة وليست في باريس أو واشنطن. وعندما يأتي ذكر الجزائر كدولة محورية في الاتحاد الإفريقي، فهو ليس من باب المفاخرة وإنما من باب أنها اكتوت بنار الفرقة وشربت من شلال الدم، وبالتالي تستطيع تقدير حقيقة المشكل الذي يعاني منه السودان وكوت ديفوار مثلا. وبالتأكيد هناك شعور بالمسؤولية أنه في حال تقسيم السودان ستكون الجزائر دون أن تريد ''الأخ الأكبر'' في إفريقيا.belramddz@yahoo.fr
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)