الأحزاب تترقب

الطبقة السياسية عندنا لا تتحرك إلا "بنغزة" لذا هي هادئة تقريبا سواء كانت من الأحزاب المعارضة او التي تسمى معارضة او تلك الموالية للسلطة، لأن هذه الأحزاب في واقع الحال ليس لها دور سوى دور " تحمية البندير" ولأنها لا تعلم ما يحدث في دواليب السلطة، فهي تنتظر بما يتم أمرها به، حتى تتحرك، وتشغل الساحة السياسية ضجيجا إلى ان تستوي الأمور وتعود إلى دورها، وأمام هذا الوضع فنحن أمام ظواهر صوتية بامتياز وليس أحزاب سياسية لها مواقف واضحة مبنية على معطيات حقيقية تقدم المصلحة العامة على مصالح فلان او علان، لهذا نادرا ما يتغير رئيس حزب عندنا عن طريق المؤتمر، فغالبية رؤساء الأحزاب يخرجون من الباب الضيق ويتم طردهم من قبل المناضلين، وعلى الهامش يتحدث المطرودون عن انقلاب السلطة عليهم داخل الأحزاب، ولو كان هؤلاء الأحزاب لهم القوة والعزيمة وكسبوا ثقة القواعد لما استطاع احد تحريكهم، " او التخلاط" عليهم كما يقولون، ولأن احزابنا سواء من يتسمون بالمعارضة او الموالية ليسوا في واقع الحال سوى لواحق او زوائد دودية لهيئات معينة فإنهم دخلوا في مرحلة صمت او السبات الصوتي، إلى ان يتم استدعائهم لمهام أخرى وتنفيذ خطة أخرى، لتعلوا أصواتهم إعلاميا ويشغلون انفسهم بعض الشيء بعدما لم يعودوا يشغلون الرأي العام، أما الآن فما عليهم سوى الترقب والانتظار لما يتقرر الفوق .