بسسب الرؤية الدينية – للمتكلمين وللاهوتيين وغيرهم- وكذلك عبر محاولات الفلاسفة، فإنه من الصعب على العقل المخلوق إدراك حقيقة صفات الخالق، حيث إن العقل الإنساني المحدود عاجز عن الإحاطة بما ليس بمحدود، لكنه في الوقت ذاته فإن هذا العقل قادر على إدراك صفات الكمال للخالق عز وجل من خلال ما يشاهده في الكون من نظام وترتيب ودقة، فلا يمكن أن توجد هذه المشاهدات بالمصادفة، أومن غير تدبير مسبق، ثم إن الوحي جاء يخاطب هذا العقل بما يملك من أدوات، ولم يطلب منه أن يسترسل في إدراك تلك الصفات بعيدة عن الواقع المشاهد لهذا العقل. كما أن الفلسفة الأولى لأرسطولم تنشغل بالبحث التفصيلي لصفات الموجد، واكتفت بأن وصفته بالكمال وعدم النقص، وبأنه ذوحياة وعلم وإرادة وإن كانت إرادة يشوبها بعض النقص حيث هومعشوق وعاشق، وحيث هولا يؤثر في الجزئيات ولا يعلمها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/08/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - جنفياف جوبيو - محمود مسعود
المصدر : مجلة المواقف Volume 6, Numéro 1, Pages 148-163