الآن..نحن خائفون

الأجواء التي تعيشها الجزائر منذ ما يقارب سنة أو ما ينيف قليلا، تبرز بما لا يدع مجالا للشك أن الدولة وصلت إلى مرحلة من الترهل والتمييع لم يسبق لها مثيل، بل يمكن وصفها بالرجل المريض تماما كما كانت عليه الدولة العثمانية، وإلا كيف نفسر هذا التناحر الذي تعيشه مؤسسات الدولة إلى درجة أصبح رئيس الجمهورية يهدد من قبل أمير تائب؟كيف وصلنا إلى مستوى أن رجل أعمال يهدد جنرال بالسجن ويصرح ان يتهم رجال الأعمال سيدفع الثمن؟ في الواقع ما يجري هو انحلال تام لهيبة الدولة، وتصدع لتماسك مؤسساتها، وإضعاف لسيادة القانون الضابط والحامي للعملية السياسية.وفي ظل هذه المعطيات، يصبح الخطر اليوم ليس في المؤامرات الخارجية، التي تستهدف دولا تمتع بثروات هامة أو تتخذ مواقف صلبة، إنما الخوف كل الخوف، والخطر كل الخطر في هذا التناحر، المعلوم الأدوات الغامض الأهداف. هذا التناحر الذي يبدو انه لا يراعي مصالح الوطن ولا المواطن بقدر ما يهدف لخدمة كتل تتنازع الحكم والمصالح، أجندتها ليست أجندتنا، وأحلامها ليست أحلامنا،بل هي تسعى لخدمة مصالحها بالاختفاء وراء خطابات تدعي زورا وبهتانا خدمة الفئات المسحوقة..وهذا هو الخطر.