الجزائر

الآلة الانتخابية للأفالان والأرندي تمرر قانون الإعلام كما أرادته السلطة مهل خرج منتشيا وصحفيون تبادلوا التعازي



خرج وزير الاتصال في غاية الارتياح، أمس، من قاعة الجلسات، بعد حصوله على دعم الأغلبية البرلمانية لمشروع قانون الإعلام، وكان صريحا إلى أبعد الحدود في التعبير عن فرحته، من خلال لغة جسده والتصريح المرفق. فالنواب لم يخضعوا لحملات الجرائد وتحذيرات الفاعلين الحقوقيين من الآثار السلبية، وأبقوا على الجوانب الأساسية للنص ذي الطبيعة المحافظة والمقيد لحرية العمل الصحفي، رغم بعض محاسنه الخاصة بتنظيم المهنة إداريا وشكليا. ورغم تأكيد الوزير ''أن الكمال لله''، غير أنه قال إن مشروعه ''نص متناسق وقد تم الاحتفاظ بجوانبه الأساسية، ومن ذلك سلطات الضبط وحقوق الصحفيين وحق الوصول إلى الخبر''.  كرر وزير الاتصال القول ردا على منتقدي المشروع ومنهم مظاهرة لتنظيم المبادرة من أجل كرامة الصحفي، حيث قال: ''لا يوجد تراجع، لقد قلت ذلك سابقا، إنه يقدم الشيء الكثير للصحفيين وللأسرة الإعلامية وللوطن.  وأضاف: ''لقد تم إلغاء كل العقوبات التي تضمنها قانون .''90 قبل أن يضيف: ''إن الكمال لله''. وأعلن الوزير أنه سيباشر، بعد الانتهاء من مسار التصويت في مجلس الأمة، إعداد النصوص الخاصة بقانون السمعي البصري وقانون الإشهار وتحيين القانون الأساسي للصحفي الصادر في .2008 وتم تمرير النص بعد جلسة مرهقة دامت أربع ساعات ونصف الساعة، بدعم من الآلة الانتخابية المشكلة من نواب الأفالان والأرندي الذين انتصروا لمشروع السلطة. بينما عارضه نواب حركة مجتمع السلم ورفقاؤهم السابقون في حركة التغيير الوطني، مدعومين بالمنشقين عن الأرسيدي، وخرجت البرلمانية صليحة جفال، وهي نائب مخضرمة (انتخبت لأول مرة في 1977)، عن إجماع صف الأفالان، معتبرة أن القانون يعد تراجعا عن المكتسبات، بينما امتنع نواب الأفانا عن التصويت، وانسحب نواب النهضة غاضبين بعد ملاسنات مع نواب الأغلبية البرلمانية، الذين احتجوا على ملاحظة النائب محمد حديبي ''لا يمكن لقاطرة الإصلاحات أن تقاد من جهة لها سوابق في سرقة أصوات الشعب''. وخاطبه نواب في الأغلبية بـ''ارحل.. ارحل''. وأحبط نواب الأغلبية محاولات نواب المعارضة تمرير تعديلات تصب في اتجاه تخفيف أحكام وقيود النص وإزالة الطابوهات المتعلقة بالثوابت والتاريخ وسر الدفاع الوطني وغيرها. وبدت على الصحفيين، عقب التصويت، ملامح خيبة الأمل، وتبادل البعض منهم التعازي، لأن مساحة الحرية التي كانوا يتمتعون بها تقلصت أكثـر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)