الجزائر

الآثر العكسي...



الآثر العكسي...
أثار انتباهي مقطع فيديو نشره موقع كل شيء عن الجزائر ( تي.أس.آ) يحمل عنوان «العنصرية ضد السود عند الجزائريين»، حيث قام مجموعة من الشباب باختبار ردة فعل المارة - وسط أحد الشوارع الرئيسية للعاصمة - عبر القيام بتمثيلية يظهر فيها شاب جزائري أبيض البشرة وهو يعتدي على أحد اللاجئين الأفارقة السود بالضرب والاهانة في محاولة لتجريده من هاتفه النقال وكل ذلك كان يتم وسط لامبالاة المواطنين المارين من المكان الذين كانوا يكتفون - وسط حيرة بادية على وجوههم وعدم فهم لما يجري - بالنظر دون التدخل أو التوسط لإنقاذ هذا اللاجئ الإفريقي، وبالمقابل لم يأت في الفيديو تمثيلية مماثلة مع شاب أبيض لاختبار تصرف الجزائريين وليتمكن المشاهد من عقد المقارنة بين سلوك الجزائريين في الحالتين وعندما حاول أصحاب هذا المقطع استدراك هذه الهفوة قاموا بتركيب تمثيلية أخرى يبدو فيها الشاب الأسود نفسه الذي تعرض للاعتداء القيام باعتراض المارة وتقديم تهاني العيد وحينها لم يكن يظهر أن تصرف المارة مع هذا اللاجئ الإفريقي نابع من عنصرية بسبب لون بشرته ولكن بسبب تصرفه المريب المتمثل في اعتراض طريقهم لتقديم التهاني لهم بمناسبة عيد الفطر وما أكد ذلك هو عندما قام احد الممثلين في هذا المقطع وهو شاب جزائري ابيض البشرة بنفس الشيء أين لم يظهر تغير كبير في سلوك المواطنين اتجاهه مقارنة بالشاب الإفريقي الأسود الذي تساءل في آخر المقطع خلفية موسيقية حزينة ومؤثرة عن سبب هذه العنصرية الكبيرة التي لم يبد لها أثر واضح في هذا الفيديو.إن المثير في هذا الفيديو التمثيلي الذي حاول التطرق إلى موضوع العنصرية ضد السود في الجزائر، هو هذا التوقيت الذي بث فيه حيث جاء بعد أيام على صدور تقارير تنتقد وضعية حقوق الإنسان في الجزائر في محاولة لتشويه صورتها رغم أن ما جاء فيها بعيد كل البعد عن الموضوعية والتوازن وعن سلوك الجزائريين الذين يفتخرون دائما بانتمائهم إلى القارة الإفريقية بعيدا عن العقد وعن حسابات اللّون والعرق في حين انه في الولايات المتحدة الأمريكية وهي أعظم دولة في العالم واكبر دولة تعطي الدروس في الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنصب نفسها وصية عليهما، يقوم فيها شرطي ابيض بتوقيف مواطنة أمريكية من أصول افروافريقية واقتيادها إلى مخفر الشرطة أين تمت أهانتها لأنها فقط لم تشغل ضوء إشارة الاتجاه عندما غيرت وجهة سيارتها والتي لم وطأ الاهانة والعنصرية وقامت بالانتحار داخل زنزانتها.في الأخير، فإن هذا الفيديو سواء كان أنجزه أولئك الشباب بسذاجة وحسن نية لانتقاد وضع معين أو من أجل توعية الناس وتحسيسهم ...الخ أو هناك من حاول توظيفه لأغراض يعرفها العام والخاص، فإن هذا المقطع أثبت أن العنصرية تصرف منعزل وظاهرة غريبة عن الجزائريين.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)