اكتفاء الإمام بالمنبر فقط أنتج مجتمعا عنيفا

اعتبر مدير المعهد الوطني لتكوين إطارات الشؤون الدينية في قسنطينة، أحمد العطراوي، أن دور الإمام لا يقتصر على تواجده داخل محراب المساجد، وإنما يجب عليه الخروج إلى الفضاءات التي تضم مختلف شرائح المجتمع للاحتكاك بهم، مشيرا إلى أن هذا الأمر جعل المجتمع يغوص في أشكال العنف، في الوقت الذي كان الإمام ملزما بمراعاة حاجياتهم خاصة الشباب منهم ومعرفة أفكارهم ومناقشتها.ناقش الباحث عبد المجيد مرداسي ومدير المعهد الوطني للتكوين المتخصص للأسلاك الخاصة بإدارة الشؤون الدينية والأوقاف ومديرية الأمن في قسنطينة، أمس، في ندوة حول العنف، دور المؤسسة المسجدية في احتواء هذه الظاهرة. وأضاف مدير المعهد أن إصلاح المجتمع من دور الإمام، على غرار ما فعله العلامة ابن باديس الذي كان يقضي 18 ساعة يوميا مع مختلف شرائح المجتمع. وعلى الإمام أيضا أن يفقه اللغة المعلوماتية التي يستعملها الشباب وهو نفس دور المدارس القرآنية التي أثبتت تجاربها في خلق السلم والوسطية لدى الأطفال، قائلا “إنه عندما تخلى المسجد عن دوره اصطدمنا بما هو واقع”. وعن الأرقام التي قدمها ممثل الشرطة القضائية بأمن ولاية قسنطينة، الذي تحدث عن 2000 قضية اعتداء من الدرجة الأدنى خلال 11 شهرا مع 7 جرائم قتل في نفس المدة ترتكب لأسباب بسيطة على حد قوله، قال مدير المعهد إن جهل الأمور الدينية لدى ممارسي العنف أدى إلى تنامي ظاهرة التعدي على الأشخاص والأملاك، وهو دور المسجد الذي يجب أن ينقل الشباب مما هم فيه إلى وسط آخر، بالتعاون مع الجمعيات والتأثير عليهم في خطبه الاجتماعية.