الجزائر - A la une

اقترن اسمه بمجازر وجرائم حرب ضد الفلسطينيين إيهود باراك يستقيل ويقرر اعتزال السياسة



اقترن اسمه بمجازر وجرائم حرب ضد الفلسطينيين                                    إيهود باراك يستقيل ويقرر اعتزال السياسة
كشف وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أمس، أنه اعتزل السياسة في قرار فاجأ الطبقة السياسية في إسرائيل، خاصة وأنه وإلى وقت قريب لم يخف طموحاته العسكرية والسياسية في آن واحد. وكان باراك فد أعلن عن قراره بالانسحاب من الحياة السياسية وعدم الترشح للانتخابات العامة المسبقة المنتظر تنظيمها في ال 22 جانفي القادم وكان مبرره في ذلك “إيلاء اهتمام أكبر لأسرته”.
وقال باراك إنه سينسحب من على رأس وزارة الدفاع بمجرد تشكيل الحكومة الجديدة خلال ثلاثة أشهر من الآن.
ولم يجد الوزير الأول بنيامين نتانياهو أمام هذه الاستقالة “المفاجئة” سوى القول إنه يحترم قرار وزيره للدفاع وشكره على “تعاونه داخل الحكومة ومساهمته في أمن الدولة” العبرية.
ورغم الحجج التي قدمها باراك لتبرير انسحابه فإن ذلك لم يمنع العديد من المتتبعين من طرح تساؤلات حول استقالة جاءت خمسة أيام فقط بعد عدوان إجرامي على سكان قطاع غزة.
ولا يستبعد أن خلافات في أعلى هرم السلطة في إسرائيل عجلت برحيل وزير الدفاع، الذي يكون قد أرغم على رمي المنشفة في منتصف الطريق ولولا ذلك لما اعتزل في فترة حساسة وبعد أيام من حرب مدمرة في قطاع غزة.
والمؤكد أنه لو كان الأمر عاديا لاختار وزير الدفاع الإسرائيلي توقيتا آخر “مناسبا” لتفادي تأويل قراره وكان بإمكانه انتظار مرور الانتخابات العامة وعندما تتوقف النقاشات المفتوحة وعمليات تقييم عملية “عمود السحاب” التي أشرف عليها.
ولا يستبعد أن يكون وزير الدفاع قد تعرض لسيل من الانتقادات الحادة بسبب غلبة الجناح، الذي أكد أن العملية منيت بفشل ذريع لأنها لم تقض على مواقع إطلاق صواريخ المقاومة وأيضا بسبب أن الإسرائيليين استفاقوا طيلة أيام العدوان على حقيقة كانت مغيبة عنهم وهو أنهم لم يعودوا في منأى من الآن فصاعدا عن ضربات صواريخ القسام.
ويكون باراك لم يهضم وهو في سن السبعين أن ينتقد وهو في خريف عمره وهو الذي كان يوصف بالبطل، مما جعله لا يحتمل سماع انتقادات على عملية عسكرية أرادها ناجحة في ختام مسيرة عسكرية اقترنت بمذابح ومجازر طالت آلاف المدنيين الفلسطينيين.
وهي مبررات تبقى واهية، إذا تتبعنا مسيرة هذا المجرم الذي فضل التضحية بحزبه “حزب العمال” في جانفي 2011 من أجل البقاء وزيرا للدفاع، بل إن طموحه السياسي جعله يؤسس حزبا جديدا “الحرية” من أجل تأكيد طموحاته السياسية وتشبثه بكرسي السلطة.
كما أن حظوظه الضعيفة في الفوز بمقعد نيابي يؤهله للحصول على منصب وزاري كان من بين الأسباب التي جعلته ينسحب في ظل وجود وجوه عسكرية طامحة لاعتلاء كرسي الدفاع، خاصة من حزب الليكود اليميني.
وهي عوامل تجعل من ادعاء اهتمامه بأسرته مجرد نافذة استعملها لضمان خروج مشرف من هيئة عسكرية اقترن اسمها بالحروب والجرائم الجائرة التي كانت تستهدف الفلسطينيين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)