الجزائر

افتتاح.. في الحب..



افتتاح.. في الحب..
بعث لنا الصديق سعدون يخلف موضوعه “فلسفة الحب" أو “كيف نؤسس لعالم الحب"، منذ أسابيع، فاحتفظت به وأنا أفكر هل يجب أن ينشر هذا الموضوع منفردا أم علينا تطويره إلى ملف؟ والحقيقة كنت أميل إلى الرأي الثاني، لأن فلسفة الحب وفلسفة الجمال، موضوعان لطالما استفزاني في التفكير والكتابة، لأنهما يستحقان ملايين الملفات لما لهما من ضرورة وانعكاسات على الحياة اليومية والذوق العام، والتفكير.. خصوصا في هذه الحياة التي تتصحر فيها المشاعر يوما بعد يوم بفعل تنامي التفكير المادي على حساب كل ما هو روحاني، والحقيقة استفزني موضوع السعيد بوطاجين “معرض الكتاب والعضلات" في نشر “فلسفة الحب" اليوم.. ربما الذي يطلع على موضوع الدكتور بوطاجين يتساءل، في بداية الأمر، عن أسماء، من هؤلاء المتعجرفين الذين خلقهم التراكم الإنساني - إن صح التعبير - ثم ما أن رأوا خيط النور الأول للطريق تنمروا عليه معتقدين أنهم المحرك الأساسي للوجود معلنين عن القطيعة المزعومة، لكن المشكل وإذا لم أخطئ هذا ما لفت انتباه الدكتور بوطاجين أن المسألة غير متعلقة بفلان أو علان، وإنما هي نتاج انتشار ثقافة نرجسية يغذيها حقد الكل على الكل. ذلك الحقد الذي يجعلنا قاصرين عن رؤية الجمال وتذوقه والاعتراف به، وبالتالي تنامي “لوثة" الإقصاء التي تعرفها مختلف الأوساط الثقافية التي تحولت إلى عصب تنتصر وتنتمي إلى أشخاص فيما لا تعني لها الأفكار الشيء الكثير.
بين موضوع بوطاجين ويخلف خط رفيع، لكنه فاصل، فإذا كان الأول يضع يده على مركز السم فالثاني يصف الترياق، وإذا كان الأول يتحسر بجرح قائلا: “لا يمكن مهما كانت ثقافتنا وعبقريتنا، القفز على الحلقات الثقافية والفنية والتاريخية التي أنتجتنا، لأننا، في نهاية الأمر، لسنا سوى امتداد لهذا الآخر الذي نريد التنكر له بمحوه"، فيجيبه الثاني مطمئنا بأن الغد الأفضل للبشرية لا يمكن إلا ب “.. لا يتأتى ذلك إلا بتقنية الموروثات الثقافية والفكرية للحضارات الإنسانية التي تربت عليها الأجيال المتلاحقة..".
ربما يجد الكثير منكم أن ربطي بين الموضوعين غير منطقي، لكن ما شعرت به عند مراجعة مواضيع العدد هو أن قاسما مشتركا قويا بين الورقتين كان بارزا وهو أنه لا يمكن الاستمرار إلا بالتخلي عن ثقافة الحقد وذلك لا يتم إلا بعين الذوق وال«المحبة".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)