تميز آخر القرن العشرين، وكذا الواحد والعشرين بتحولات جذرية سادت كافة المجالات، فأفرز تبعاً لذلك –ونتيجة للتفاعل الحضاري والثقافي، والتنوع الديني والاجتماعي والإلغاء السياسي والجغرافي والتأثير العولمي- إنسانا مغتربا باعثاً لأزمنة جديدة، جاء كرمز لضعف وتقويض البنيات والأنساق التقليدية لتعايش الشعوب، وضياع المعالم الثقافية الاجتماعية وذبول الوازع الديني ...، وكلّها سمات أدّت إلى انطواء الفرد على حاله، ولما كان هذا الإنسان تمتزج بذاته كل هذه التّحولات وتتشابك مناهل أفكاره في ظل هذا التنوع والثراء الثقافي والإثني والحضاري...، فقد أمكن لنا تسميته بالإنسان المتشظي بين التقليد والتجديد أي بين ذاته الأولى وذاته الثانية، بين وطنه ومنفاه، كما يمكن تسميته أيضا باللامنتمي (The Outsider) على حد تعبير "كولن ولسن" (Colin Wilson)، الذي يعيش قلق الغربة وتشظي الهوية، هذه الحمولات الاغترابية رصدتها أعمال روائية عالمية، كتبت داخل الوطن وخارجه من مثل رواية “هابيل“ (Habel) لمحمد ديب، التي تجسد اغتراب الإنسان المنفي لهذا الغرض أردنا أن تكون دراستنا حول "اغتراب الإنسان الجديد" من خلال هذا النموذج.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/10/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عـــاشوري فتيحـــة
المصدر : مجلة المخبر' أبحاث في اللغة والأدب الجزائري Volume 12, Numéro 1, Pages 529-544 2015-06-08