اعتماد آلية الذكاء المتعدد يرفع معدل التفوق

تختلف طريقة فهم واستيعاب الدروس من تلميذ لآخر، بالنظر إلى الاختلاف الموجود والاستعدادات الفطرية، التي تفطنت لها الدول الأوروبية واستثمرت فيها، الأمر الذي انعكس إيجابا على المتعلمين وجعلهم يحرزون تفوقا في الدراسة، هذا التفوق مرجعه، حسب ا، مختصة في الإعلام الآلي بجامعة الجزائر "3" لأستاذة سعيدة حنك، إلى تطبيق آلية الذكاء المتعدد الذي يبلّغ الرسالة التعليمة للمتلقي، كل حسب ميولاته واستعداداته للفهم.تشرح المختصة في الإعلام الآلي المقصود بالذكاء المتعدد في حديثها ل"المساء"، على هامش مشاركتها مؤخرا، في الملتقى الدولي الأول حول صناعة المثال في التعليم المبرمج "إن الفكرة غاية في البساطة، تقوم على معرفة المواطن، ويظهر من خلالها ذكاء الطفل"، توضح: " نجد بعض المتعلمين يفهمون بطريقة رياضية لوجود الذكاء الرياضي"، بمعنى؛ إن رغبنا في إيصال المعلومة إليهم لابد أن يكون ذلك بالاعتماد على الأرقام والحساب، في حين هناك من يفهم بالحركة، وهو ما يسمى "بالذكاء الحركي"، وكذا "الذكاء الاجتماعي" بمعنى أن هذه الفئة تميل إلى التعلم في نسق جماعي، إلى جانب ما يسمى أيضا ب"الذكاء البصري"، إذ نجد فئة يسهل تلقينها بالاعتماد على الصورة". مشيرة إلى أن الوصول إلى فهم الطريقة التي يميل إليها المتلقي، تسهل عملية التلقين ونصل إلى صناعة التفوق في المادة التعليمية.
تعتقد المختصة في الإعلام الآلي، أن سبب تفوق التعليم في الدول الأوروبية هو اعتمادها على نمط الذكاء المتعدد لصناعة التفوق، وهو ما نحتاج إليه حسب المختصة في منظومتنا التي لا زالت تعتمد على أسلوب التلقين ومعاملة الجميع بنفس الطريقة، الأمر الذي يمنح لفئة القابلية للفهم والاستيعاب ويحرم أخرى من هذه الإمكانية، لأنها ببساطة لم تناسبها طريقة التلقين، وهو ما تعكسه النتائج المحصلة التي تظهر الفروق. مشيرة إلى أن تطبيق هذه الآلية ممكن، غير أنه مكلف لأنه يقوم على إجراء استبيان يجري فيه سؤال كل المعنيين بالعملية التعليمية حول أفضل طريقة تساعدهم على الفهم، الأمر الذي يجعل إمكانية إدراجها في المؤسسات التربوية صعبة، غير أنها ليست مستحيلة، تقول: "إن رغبنا في الشروع بالعمل على تفعيل هذا الذكاء المتعدد، لابد أن ننطلق من تكوين الأساتذة الذين يعول عليهم في العملية التعليمية، من خلال تلقينهم لمختلف الطرق المتاحة من أجل إيصال المعلومة وكيفية تجسيدها، لأن الغاية من التعليم هو الوصول إلى تقديم أكبر كمّ من المعلومات للمتلقي بطريقة بسيطة وسهلة".
ردا عن سؤال حول مدى تطبيق المختصة في الإعلام الآلي لآلية الذكاء المتعدد كتجربة نموذجية، أشارت إلى أن الإمكانية المتاحة اليوم هي اللجوء إلى تفعيلها عن طريق الفضاء الافتراضي، وهي التجربة التي لقيت ترحيبا كبيرا من الطلبة الجامعيين الذين يختارون التعليم عن بعد في بعض التخصصات.