الجزائر

اعتصامات في ففصة والقصرين وصفاقس ومسيرة في تونس جدار أمني بين سياح في باب الأقواس ومحتجين في ساحة محمد علي



للأسبوع الثاني على التوالي، يتواصل الحراك الاجتماعي والاحتجاجات الشعبية التي بدأت تأخذ شكل اعتصامات مطلبية في تونس. وهو العنف الأطول أمدا والأكثـر اتساعا منذ وصول الرئيس زين العابدين بن علي إلى السلطة في نوفمبر ,1987 في سابقة تؤشر على بلوغ الأوضاع السياسية والاحتقان الاجتماعي مستوى غير مسبوق.  منذ الصباح لم تكن الأجواء عادية في قلب العاصمة التونسية، وتحديدا في قوس التي انقسمت إلى مشهدين متناقضين، مشهد أول لعشرات من السياح الذين يحتلون قاعات الشاي ويدخلون من باب إلى مدينة العربي (المدينة القديمة) ليعيشوا بعض الوقت من الترف والسياحة، ومشهد ثان للمئات من التونسيين الذين أمكنهم الوصول إلى ساحة محمد علي، حيث مقر الاتحاد التونسي للشغل. وبين المشهدين كانت وحدات من الشرطة والبوليس التونسي المدجج بالعصي والدروع الزجاجية، لئلا يشاهد السياح المشهد الثاني، لكي لا تهتز لديهم الصورة الوردية لتونس.عند كل منعرج مجموعة من رجال الشرطة، وفي كل زاوية عدد من العناصر بالزي المدني تراقب الوضع والمارين بالشارع المقابل لمكان الاعتصام الذي شارك فيه المئات من التونسيين احتجاجا على القمع الذي تعرض له سكان منطقة سيدي بوزيد والمناطق المجاورة لها منذ أسبوع، وتعبيرا عن التضامن مع الآلاف من الكوادر التي تعيش البطالة في تونس، وحاصرت قوات الشرطة التونسية منذ الصباح الباكر الساحة تحسبا لأي انزلاق في الأوضاع.ومع توافد النقابيين والإعلاميين والنشطين الحقوقيين والطلبة الجامعيين إلى مكان الاعتصام، استجابة لنداء نقابات التعليم والضمان الاجتماعي وغيرها من النقابات العمالية، دفعت السلطات التونسية بقوات إضافية من الشرطة لمنع المحتجين من الخروج من الساحة والوصول إلى الشارع الرئيسي للعاصمة ''الحبيب بورفيبة''. كما انتشر العشرات من عناصر البوليس بالزي المدني في مختلف أنحاء الساحة التي تحتضن مقر اتحاد الشغل التونسي، الذي يسعى إلى تأطير الحركة الاحتجاجية ومنعها من الانزلاق إلى وضع التصعيد العنيف. كما منع الصحفيون من تغطية الاعتصام، وتعرض بعضهم لمضايقات من قبل البوليس. ورفع المحتجون شعارات تندد بالقمع وتشجب انتهاج السلطات التونسية للحلول الأمنية في التعاطي مع الاحتجاجات والمطالب الاجتماعية. لكن أكثـر الشعارات التي كانت ترفع، ذلك المتعلق بالمطالبة باستعادة كرامة التونسيين ورفع الإكراهات السياسية والنقابية والمدنية عن المواطنين. ودعا حسين بن طيب، أحد منشطي التجمع، السلطات إلى الانتباه والحذر مما وصفه ''القراءة غير الجادة وغير السليمة لهذه الأحداث أو تجاوز مسبباتها وتطوراتها''. وقال: ''رأينا كيف أشعلت صفعة الشرطية لمحمد البوعزيزي (الشاب الذي حاول حرق نفسه في سيدي بوزيد) ورفض السلطات المحلية الاستماع له حالة الغضب العارم''. وعبر أغلب المشاركين في الاعتصام عن تعاطفهم مع الكوادر الجامعية التي تتخرج من الجامعات ولا تجد عملا، ما يدفع بعضهم إلى التحول إلى مهن وضيعة لا تتناسب مع شهاداتهم. وثمن أحد المتدخلين تجاوب التونسيين المقيمين في الخارج مع الأحداث في سيدي بوزيد، في إشارة إلى الاعتصامات التي نظمها تونسيون مقيمون في الخارج أمام سفارات بلادهم للتنديد بالقمع. وقال الناشط السياسي، محمد غزلان، في اتصال مع ''الخبر''، إن المسيرات الاحتجاجية والسلمية تضامنا مع سكان سيدي بوزيد انتقلت إلى صفاقس وففصة وجندوبة، كما نظمت وقفات تضامنية في أريان وسليانة وغيرهما من المدن التونسية، ومن جانبها، أصدرت الرابطة التونسية لحقوق الإنسان بيانا عبرت فيه عن قلقها من ''استعمال الشرطة للرصاص الحي ضد المدنيين، وما تلاه من مداهمة للمنازل وحرق متاجر وإيقاف مواطنين''. كما ندد الحزب التقدمي التونسي بالاعتداء العنيف الذي تعرض له أحد كوادر الحزب في العاصمة من قبل الشرطة.   


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)