الجزائر

اعتداءات في وضح النهار حتى بالقرب من مراكز الشرطة استفحال مخيف لجرائم القتل



قرابة 35 جريمة قتل منذ نهاية شهر رمضان سجل، في الفترة الأخيرة، استفحال مخيف لجرائم القتل، غالبا ما تكون لأتفه الأسباب أو بداعي الاستيلاء على أشياء بخسة ملك للضحايا مثل الهواتف النقالة. الظاهرة زرعت الرعب في نفوس المواطنين، لدرجة أن غياب الأمن صار الحديث الأول للجزائريين فيما تتهاطل الشكاوى المطالبة بتوفير الأمن. ''صرت أخاف حتى وأنا في بيتي وأبواب المنزل محكمة الغلق'' يقول جمال.ب، إطار بمؤسسة عمومية، يقطن على مستوى بلدية الرغاية. وأضاف محدثنا قائلا ''في الحي الشعبي الذي أقطن فيه، تعرضت 5 منازل كاملة للسطو، خلال الأسابيع القليلة الماضية، فصرنا لا نبرح بيوتنا، كما قمت بإعادة تنصيب بيت حديدي جديد كلفني 35 ألف دينار''.ولا يختلف اثنان على أن السطو على المنازل أحلى الأمرين، فصار لسان حال الكثير من الجزائريين أنهم يفضلون أن تسلب أموالهم وأثمن ما يملكون، بدل أن تهدر أرواحهم أو أرواح أعز الناس إليهم. هذا كان بكل تأكيد، كهل لن تسول له نفسه بعد اليوم أن يركن سيارته بحي ''لافلاسيير'' بالعاصمة، بعد أن تعرض إلى اعتداء من قبل ثلاثة شبان أصابوه بجروح خطيرة على مستوى الرقبة من أجل سرقة هاتفه النقال، الاعتداء وقع غير بعيد عن مركز شرطة، ما يشير إلى أن منحرفي سنة 2010 اكتسبوا من الجرأة ما يكفيهم لضرب بعرض الحائط أي سلطة مهما كانت طبيعتها. الضحية، وحسب الطبيب الذي أسعفه نجا من الموت بأعجوبة، فكادت ضربات السكين أن تقتطع حبل الوريد.وإن كان هذا الكهل قد نجا بأعجوبة، فإن مصير شيخ فاق سنه الستين كان الموت، من قبل شبان مراهقين بالمسيلة أرادوا الاستيلاء على ما بحوزته، حيث أوهموه بامتلاكهم كمية من الاسمنت بسعر أكثر من مقبول، صفقة العمر دفعت الشيخ لمرافقة قاتليه إلى أحد المناطق المعزولة بحمام الضلعة، ليلقى حتفه بضربات سكين أيضا، وكان ثمن روحه 11 مليون سنتيم مبلغ لا يعادل سعر آخر تلفاز بلازما.''تحربيش... كوكتال قاتل''الجديد القديم في هذه القضايا، أنها غالبا ما تقترف من قبل منحرفين يكونون تحت تأثير المهلوسات، أو كما يصطلح على تسميتهم مصالح الأمن ''المحربشين'' الكلمة تعني تعاطي خليط من المهلوسات، الكيف وأحيانا مشروبات كحولية، لتكون النتيجة شخصا قادرا على قتل أمه من أجل 200 دينار. وأسر أحد أعوان الأمن، أن شخصا تحت تأثير ''المحربشات'' يصعب حتى توقيفه فيجب أحيانا تعاون ثلاثة أعوان لتوقيفه. فأعوان الأمن في حد ذاتهم لم يسلموا من هؤلاء المنحرفين، حيث أسرت مصادر أنه منذ يومين دخل الأعوان المكلفون بضمان الأمن على مستوى ساحة أول ماي بالعاصمة، في مناوشات مع معتادي الإجرام وتعاطي المخدرات على مستوى الحي.وإن كان الحديث عن الجرائم المرتكبة بهدف السرقة، يمكن أن تخصص لها المئات من من الصفحات لسرد تفاصيلها وبشاعتها، فإن الظاهرة الجديدة أن الشجارات التي تنشب لأتفه الأسباب مثلا خلاف حول ركن سيارة، غالبا ما تنتهي بجريمة قتل، كما حدث صبيحة العيد بإحدى الولايات الداخلية، حيث قتل شخص ابن عمه بسبب خلاف حول ركن السيارة، فخطبة الإمام حول التسامح في ذلك اليوم المبارك لم تجد طريقها لنفوس البعض.وقالت مصادر أمنية، رفضت الكشف عن هويتها، إنه منذ نهاية شهر رمضان تم تسجيل أزيد من 35 جريمة قتل لمختلف الأسباب، جزء هام منها وقع لأسباب تافهة، وارتكب جلها باستعمال أسلحة بيضاء. فحمل هذه الأخيرة (الأسلحة البيضاء) صار يشكل خطرا حقيقيا، فأي خلاف بين شخصين ينتهي بسل السكين.الوضع باعتراف رجال الشرطة، يحتاج إلى تبني سياسة عاجلة تأخذ مختلف الأبعاد بعين الاعتبار، من قمع للجريمة إلى ضرورة التكفل بمسبباتها لوأد شرارتها في المهد. نسخة للطباعة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)