اعتُبرت أول سبب للموت متقدمة حوادث المرور والسرطان أمراض القلب والشرايين وراء قرابة نصف الوفيات بالجزائر

أكد رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى بارني في حسين داي، أمس، البروفيسور نيبوش جمال الدين، أن أمراض القلب والشرايين تعد أول أسباب الوفيات بالجزائر، مضيفا أنها تمثل نسبة 5,44 بالمائة من النسبة الإجمالية للوفيات، وأنها تتقدم بذلك حتى على الوفيات الناتجة عن حوادث السيارات التي تسجلها طرقاتنا يوميا، معتبرا القلق والتوتر الذي يحياه الجزائري يوميا من أهم عوامل الخطر التي تؤدي إلى السكتة القلبية.
 ناقش، أمس، المشاركون ضمن فعاليات القمة الإقليمية حول مخاطر أمراض القلب والشرايين الذي نظمته مخابر ''فايزر فارما'' الجزائر بفندق السوفيتال في الجزائر العاصمة، وحضره مختصون في أمراض القلب والشرايين من دول غربية وعربية، على غرار فرنسا والمغرب، مسألة تفشي هذه الأمراض التي اعتبرت من أهم أسباب الموت.  وعن مسببات أمراض القلب بالجزائر، أكد البروفيسور نيبوش جمال الدين، رئيس مصلحة أمراض القلب ورئيس وحدة العلاجات المركزة لذات الأمراض بمستشفى بارني بحسين داي، أن نتائج الدراسة الوطنية ''تاهينا'' التي أنجزت عام ,2005 وتستمر فعاليتها حتى العام ,2015 والتي درست إشكالية تفشي أمراض القلب ببلدنا، أكدت أن ارتفاع الضغط الشرياني يعتبر أحد أهم عوامل الخطر المسببة لأمراض القلب، ويساهم بنسبة 30 بالمائة في ظهور هذه الأمراض، ورغم ذلك يشير نيبوش ''نجد أن 25 بالمائة من المصابين بداء ارتفاع الضغط الشرياني بالجزائر يتمتعون بضغط متوازن، بفعل العلاج والمتابعة الصارمة، في حين يبقى 75 بالمائة من مرضى الداء يعانون من عدم توازن ضغطهم الشرياني، مما يعرضهم للإصابة بمختلف أمراض القلب. يحدث هذا في الوقت الذي يتمتع فيه 50 بالمائة من المرضى بفرنسا و75 بالمائة في الولايات المتحدة الأمريكية بتوازن في ضغطهم الشرياني. كما أضاف نيبوش أن داء السكري من بين عوامل الخطر المؤدية للإصابة بأمراض القلب، حيث أكدت نتائج الـ''تاهينا ''أنه يساهم في تفشيها بنسبة 07 إلى 10 بالمائة. لتخلص ذات الدراسة إلى اعتبار أمراض القلب والشرايين أول سبب للموت بالجزائر قبل أمراض السرطان وحوادث المرور اليومية، مشيرة إلى أنها تمثل 5,44 بالمائة من النسبة الإجمالية للوفيات.  وعن السكتة القلبية أشار رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، البروفيسور مرّاد خير الدين، إلى أنها قبل سنوات كانت تسجل بصفة ملحوظة عند النساء الجزائريات بسبب السمنة المفرطة، ''أما حاليا، ومع وجود وعي عند هؤلاء النسوة بخطورة السمنة وغيرها من عوامل الخطر، انخفضت النسبة لديهن، لترتفع في المقابل عند الرجال، والسبب المباشر راجع للتدخين، حسبه.  أما عن القلق والتوتر الذي يحياه الجزائري يوميا، أكد لنا البروفيسور نيبوش أنه من أهم عوامل الخطر وسبب رئيسي في السكتة القلبية، نظرا لأنه يعمل على رفع نبضات القلب، وكذا وراء الارتفاع المفاجأ للضغط الشرياني مما يؤدي إلى السكتة القلبية، ليؤكد كذلك على وجود أعراض أخرى غير ظاهرية ممثلة في وجود سوابق مرضية، ممثلة في ارتفاع نسبة الكولسترول على مستوى الشرايين، مما يؤدي إلى انسدادها وحدوث السكتة القلبية بعد سنوات، ليعتبر التشخيص المبكر للكولسترول السيئ أحد عوامل تفادي كل أمراض القلب، وعلى رأسها السكتة القلبية.