يضطر اطفال كثيرون في عاصمة المتيجة بالبليدة و ضواحيها كلما سنحت لهم الفرصة العمل في مهن خطيرة و متعبة ، أقل ما يقال عنها أنها اشبه باعمال المساجين الشاقة أيام زمان ، عوض التمتع مثل بقية اقرانهم بالذهاب كل نهاية اسبوع للتنزه و ممارسة الرياضة او الهوايات ، أو التخييم على شواطئ البحر و الغابات في فترات العطلة الصيفية
و نشير الى ان هؤلاء الاطفال ينتمون الى عائلات معوزة ، هدفهم و همهم الوحيد توفير القليل من الدنانير للمساهمة في مصروف البيت بسبب تدني دخل ابائهم
ان الزائر لمصنع الاسمنت في مفتاح يلاحظ حركة غير طبيعية بين شاحنات نقل الاسمنت رغم حرارة الطقس في الصيف وبرودته في الشتاء ، و من اكثر المناظر اثارة للشفقة هو منظر اطفال في سن المراهقة باقدام حافية و اجسام نحيلة مكسوة بملابس تغطت بغبار الاسمنت ، ينتشروا كالعادة منذ الصباح الباكر للضفر بشاحنة ليقوموا بتنظيفها من بقايا الاسمنت العالق وسطها ، حيث يتسللون عبر فتحة يصعب على البالغين الدخول اليها ، يجمعون بقايا الاسمنت العالق على جدرانها و أسفلها ، حيث ينفظون عنها ما قد علق بها مقابل دنانير قليلة يحصلون عليها بشق الانفس ، فما أن تلمح ابصارهم شاحنة أخرى ، تجدهم يسارعون باتجاهها في سباق محدم ...، وهذا حالهم على مدار أيام السنة و كلما سنحت لهم الفرصة مثل بقية اقرانهم الذي طردوا من المدرسة .و اطفال فضلوا تفتيت الحجر القاسي لاجل تجميع حجارة تبنى بها البيوت ... و إلى اعالي حي سيدي الكبير المطل على وسط مدينة البليدة اختار براعم رفقة اشقاء لهم الراشدين و جيرانا لهم عمل تفتيت حجارة صماء ، بأيدي ناعمة اصبحت خشنة و فقدت نعومتها ، تجهزوا مطارق و فؤوس و عربات يجرون عليها الحجر المفتت ، مغامرين و مقامرين بأنفسهم وهم يتسلقون الصخرمن على جبل يئن كلما حفروا فيها شقا و ضربوه بأدواتهم لأجل بيعها لتجار مواد البناء و الذين بدورهم يبيعونها لكل طالب يريد بناء مسكن له ، و جوابهم ان سألتهم لماذا يفعلون ذلك ردوا بلسان واحد '' نوفر مداخيل ما نجمعه و نصرف جزءا منه في ما نحتاجه و اسرنا من طعام و مؤونة الشتاء البارد . ''
و عن تاريخ بداية عملهم في تفتيت الحجارة ، قالوا بأنهم منذ زمن وهم على تلك الحال ، '' فبعد ان اغلقت مؤسسة كانت تستغل المحجرة و غادرت عوضناها لنستغل اجزاء من الجبل و نستخرج منه حجارة هي لنا مثل الذهب '' ، ويضيفون بأنهم لا يتوقفون عن العمل و يستغلون كل يوم و كل عطلة اسبوع او فصلية و شهر رمضان في العمل '' ، لكن ما يخيفهم و لا يزال ، دوريات الامن التي تلاحقهم في كل مرة ، فيختفون لفترة و يعودون الى الجبل يحتضنهم و و يستخرجون منه ما يوفر لهم قوتا بشق الانفس .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/03/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : لينة ياسمين
المصدر : www.ech-chaab.net