اضربوا بسيف العدل

الطريق السيار، قبل انتهاء الأشغال به وتسليمه مثلما وعدتنا به الجهات المسؤولة عنه، تم انجاز منعرج من الطريق إلى المحكمة، فكان هذا المنعرج، ضربة موجعة ليس للوزارة أو المتهمين فقط وإنما للاقتصاد الوطني، لكن أيضا ضربة لما تبقى من ثقة بين المواطن ومسؤوليه، فالفضائح التي عدها المحققون، جرحت أعماق المواطن وضربت نفسيته في العمق، ذلك لأننا استبشرنا خيرا بالشروع في انجاز طريق يمكن ان نسميه طريق الوحدة، مشروع يربط المشرق بالمغرب، حبل يعتصم به الاقتصاد الوطني، ويتنفس به المواطن الجزائري، الا ان اللعب والاستهتار والفساد الذي طاله تركنا نشعر أن البعض لم يكن في مستوى الثقة، وان الحكومة ما تزال غير قادرة على تامين مشاريعها وأموالها الشعب من قبضة المفسدين.الطريق الذي كان يفترض أن يسلم منذ سنوات، يتعرض اليوم للصيانة قبل تسليمه، فالغش في الانجاز حقيقة لا غبار عليها، يشعر بها كل من يسير فوق هذا الطريق الذي أضحى يحصد أوراح الجزائريين.إن فضيحة الطريق السيار، التي تعالج اليوم أمام العدالة الجزائرية، يجب أن تكون عبرة لكل من لم يعتبر، يجب ان تبين حقيقة ما جرى وكيف جرى ومن قام بهذا الفعل المشين، وبعدها على العدالة أن تضرب بيد من حديد..فالفساد مرض لا علاج له إلا بالعقاب والردع في مثل هذه الحالات.