اشتباكات دامية في جنوب السودان

انزلق الوضع في جنوب السودان، أمس، إلى اشتباكات دامية اندلعت بين فصائل مؤيدة ومعارضة لرياك ماشار نائب الرئيس الجنوب سوداني وذلك بعد أيام قليلة من اعلان اقالته من مهامه في حزب "الجيش الشعبي لتحرير السودان" الذي يقوده على يد معارضين داخليين.وقال الجنرال لام بول غابريال، المتحدث باسم، ماشار، إن مناصري الجنرال سيمون غاتويش دويال، غريم ماشار في الحزب، شنوا في وقت مبكر من صباح أمس هجوما على رجال نائب الرئيس الذين "صدوا المهاجمين". وبحسبه تمكن رجال ماشار من قتل جنرالين و27 جنديا من وصفهم ب "الأعداء"، في حين فقد رجال ماشار ثلاثة من عناصرهم.
وتضاربت المعلومات حول حصيلة الضحايا ومن المسؤول عن اندلاع هذه المواجهات الدامية في ولاية النيل الأبيض بين الفصائل المتناحرة على مستوى حزب نائب الرئيس السوداني. ففي الوقت الذي لم يصدر أي تعليق من جانب فرع الجنرال غاتويش دويال حول ما وقع، قال شيول دانغ أحد المساعدين للمتحدثين باسم الجنرال دويال في تصريحات صحافية أن رجال ماشار هم من بادروا أولا بالهجوم، مشيرا إلى مقتل جندي واحد في صفوفهم وإصابة اثنين آخرين.
وعلى إثر هذه المواجهات الدامية طابت مديرية "الجيش الشعبي لتحرير السودان" حكومة السودان ب«الحفاظ على حيادها من خلال إبقاء الرجلين الاثنين في السودان وعدم السماح لهما بالعودة وعدم اثارة المزيد من انعدام الأمن في المنطقة".
وكان قادة من الفرع المسلح لحزب ماشار أعلنوا الأربعاء الماضي إقالة هذا الأخير من مهامه على رأس الحزب وجهازه العسكري في قرار أدانه بشدة مؤيدو ماشار المعارض السابق الذي أصبح نائبا لرئيس جنوب السودان ووصفوه ب«الانقلاب الفاشل".
ومن شأن هذه الانشقاقات الداخلية التأثير سلبا على مسار سلام هو في الأصل هش كانت وقعته مختلف الأطراف المتناحرة عام 2018 في جنوب السودان بهدف وضع حد لحرب أهلية طويلة خلفت سقوط 400 ألف قتيل والتي فجرتها العداوة التي كانت قائمة بين رياك ماشار ورئيس جنوب السودان سالفا كيير.
للإشارة، فإن ماشار عاد لتولي منصب نائب الرئيس الذي كان يشغله عام 2013 بعد توقيعه عام 2018 على اتفاق السلام لإنهاء الحرب الأهلية المستفحلة في جنوب السودان. ومنذ ذلك التاريخ وهو يواجه معارضة متصاعدة داخل حزبه توسعت لتشمل عدة فصائل.
وكان اتهم هذا الأسبوع من وصفهم ب«أولئك الذين يفسدون السلام" بالعمل على استبعاده بهدف منع تشكيل قيادة موحدة للقوات المسلحة ضمن عنصر رئيسي في اتفاق السلام الذي أنهى خمس سنوات من الحرب الأهلية.