تصنع ظاهرة غزو اللاعبين الجزائريين المغتربين للبطولة المحلية الحدث خلال فترة التحويلات الصيفية الحالية، وهذا بفعل العدد الكبير للأسماء التي فضّلت وضع حد لمسيرتها مع الأندية الأوربية، عبر بعث مشوارها من جديد مع الأندية الوطنية، وهو ما تؤكد لغة الأرقام، بعدما تجاوز عدد اللاعبين المغتربين الذين وقعوا عقودا رسميا مع مختلف الأندية الوطنية العشرة أسماء إلى غاية الأن، وهذا في انتظار ترسيم قدوم أسماء أخرى قطعت مفاوضات رؤساء نوادي البطولة الوطنية معها أشواطا متقدمة، وهي "الموضة" التي حتى وإن كان ما يبررها، فإنها بالمقابل قد تكون عواقبها وخيمة على مستقبل كرة القدم الجزائرية.
الأزمة المالية العالمية وراء الهجرة
ببحثنا في الأسباب فإننا وجدناها متعددة، ومن بين أهم الأسباب التي جعلت مغتربينا يحزمون حقائبهم نحو البطولة الوطنية هي الأزمة العالمية التي تتخبط فيها معظم الأندية الأوربية، إذ أنّ هذا المشكل ضرب ميزانية الفرق، ولم تعد هناك تلك السيولة المادية ولا البذخ المادي الذي كان يغطي من قبل نفقات هؤلاء اللاعبين، حيث بات من الصعب الحصول على عقد محترم في أوروبا إلا للاعبين ذوي المستوى العالي أو الفرق ذات المداخيل العديدة ، الأمر الذي جعل البطولة المحلية ملاذا لهم خاصة في ظل البحبوحة المالية الموجودة عند بعض الفرق .
تجربة لموشية الناجحة لفتت أنظار المغتربين
قد يكون نجاح خالد لموشية خريج مدرسة ليون والذي عُرف وتألق في نادي وفاق سطيف، نموذجا مميزا لفت أنظار المغتربين، خصوصا بعدما تمكن لموشية من دخول المنتخب الوطني والمشاركة كأساسي في مجمل لقاءات الخضر منذ العام 2008، نجاح لموشية في الجزائر جعل بقية اللاعبين يحذون حذوه، رغبة منهم في لفت انتباه الناخب الوطني في البطولة بتألقهم، لأنه من المستحيل أن ينالوا شرف الدعوة وهم احتياطيون في فرق مغمورة في أوروبا.
قانون تحديد الأجانب
أما من ناحية الفرق التي وجدت في المغتربين سوقا جيدا للاستيراد و تعزيز فرقهم، فقد كان غلق السوق الإفريقية بتحديد عدد الأجانب في الأندية السبب المباشر، حيث وجهت الأنظار للمغتربين الذين يمتلكون جوازات سفر جزائرية وبالتالي إجازاتهم محلية، الأمر الذي جعل البطولة الجزائرية سوقا من دون حدود .
ارتفاع أسعار المحليين
وبموازاة دخول البطولة الوطنية عهد الاحتراف، ووصول رجال الأعمال لرئاسة الفرق دخل لاعبو البطولة في مزاد علني جعل أسعار التحويلات تلتهب.
ارتفاع الأسعار مقارنة بالمستوى المقدم منهم طيلة الموسم، جعل بعض الرؤساء يفكرون في جلب المغتربين ذوي التكوين الجيد وحتى أنّ الأموال المقدمة لهم ليست بالبعيدة عما كانوا يتقاضونه في أوروبا، عكس رواتب اللاعبين المحليين التي تخطت كل الحدود مقارنة بالمستوى المعيشي في الجزائر، الأمر الذي جعلهم يحسون أنفسهم نجوما أكثر من اللازم.
الاعتماد على المغتربين سلاح ذو حدين
قد يكون الحل بانتداب لاعبين من أوروبا أمر مفيدا للبطولة المحلية برفع مستواها ، لكن إلى متى تبقى سياسة التسيير بالهروب نحو الأمام و التهرب من الحل الجذري والذي لا مناص منه و هو التكوين ، فالأموال أو الملايير التي تصرف على لاعبين قد لا يعطون ما كان منتظرا منهم كان بالإمكان استثمارها في التكوين وصناعة لاعبين قادرين على فرض أنفسهم في البطولات الأوروبية، من جهة أخرى قد يدفع المنتخب الوطني الثمن غاليا فسيجد مدربوه في المستقبل أنفسهم أمام مشكلة في تحديد التعداد فلا بطولة مكونة للاعبين كبار و لا محترفين يلعبون في أندية محترمة !
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أ ن
المصدر : www.essalamonline.com