الجزائر

استفحال الدروس الخصوصية يعود من جديد ودعوات إلى تجريم الأساتذة



استفحال الدروس الخصوصية يعود من جديد ودعوات إلى تجريم الأساتذة
طالبت النقابة الوطنية لعمال التربية ”أسنتيو” الوزارة التدخل للقضاء على نمطية الامتحانات في المدرسة كونه السبب الرئيس في استفحال ظاهرة الدروس الخصوصية، وشددت على أهمية تجريم هذه الظاهرة لأنها حسبها ظاهرة من ظواهر ”الفساد” المنتشرة في المجتمع، من خلال إصدار مذكرات وقوانين صارمة يتم تنفيذها بحزم ضد المتلاعبين ببراءة التلاميذ.وقال بيان ل”أسنتيو” وقعه المكلف بالتنظيم يحياوي قويدر أن ”من بين العوامل التي أسهمت في خلق جيل الدروس الخصوصية نمطية الامتحان في المدرسة الجزائرية، وقدرة محترفي الدروس الخصوصية من المعلمين والأساتذة على توقع وتخمين أسئلة الامتحان، وبالتالي يلجأ الطالب إلى ذلك للحصول على نقاط مرتفعة، لكن المشكلة الأكثر خطورة أن الدرس الخاص يخلق من الطالب شخصا اتكاليا لا يهتم بما يدور داخل القسم، وليس مهتما بما يشرحه المعلم، لأن لديه بديلا آخر خارج المدرسة، مضيفا ”إلى جانب سلبيات النظام التربوي في الجزائر التي تدفع إلى الدروس الخصوصية، وأكد البيان أن الدروس الخصوصية ”هي أساس مشكلات التعليم في الجزائر التي تحول دون تطوير التعليم، وإذا تم القضاء عليها تم القضاء علي معظم المشكلات التعليمية. لو لم يكن هناك دروس خصوصية لما لجأ التلميذ إلى اختلاق الحيل والأسباب الواهية في الغياب عن المدرسة، ولاتنظم في الدراسة طوال العام الدراسي، ولذهب الطلاب بحقيبة مدرسية حقيقية وليست صورية كما نلاحظ الآن، وربما يقول قائل إن الدروس الخصوصية مسألة شخصية وغير القادر لا يتعاطاها، ولكن للأسف فرضت على الفقير قبل الغني، وعلى الضعيف قبل القوي، ولا مفر من تعاطيها للمنافسة”.وأردف البيان ”ولأنه مع انطلاق كل موسم دراسي جديد، تنطلق حمى التهافت على الدروس الخصوصية، تعتبر النقابة الوطنية لعمال التربية الدروس الخصوصية تساهم لا محالة في تفاقم الوضع المدرسي والتربوي والاجتماعي، فتنعكس سلبا على الجوانب المهنية والأخلاقية التي تؤدي إلى هضم حقوق التلاميذ الفقراء والمعوزين وتحرمهم من تسلق السلم الاجتماعي”. وختم المتحدث كلامه بالقول فإن ”الدروس الخصوصية لا تعدو أن تشكل أحد أوجه الفساد الاجتماعي والأخلاقي الذي طال جميع المجالات والميادين، في إطار الإصلاح التعليمي المرتقب ألا يمكن وضع آليات فعالة لاجتثاث هذه الآفة التي تنخر الجسد التربوي وتقف حاجزا في وجه المدرسة العمومية الجزائرية؟ ألا يمكن إصدار مذكرات وقوانين صارمة يتم تنفيذها بحزم ضد المتلاعبين ببراءة التلاميذ؟ وبما أن الدروس الخصوصية، لا تحمل بشكل عام أهدافا نبيلة في نظر الأسنتيو، فإن تجريمها بات أمرا ضروريا كونها جزء لا يتجزأ من مظاهر الفساد والإفساد خصوصا وأن الأمر يتعلق بنساء ورجال الغد الذين ينتظر منهم أن يكونوا مواطنين صالحين؟”.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)