الجزائر

استفتاء شعبي لبناء جزائر جديدة



يفصل اليوم الوهرانيون على غرار سكان جميع ولايات الوطن في استفتاء تعديل الدستور و يقررون مصيره بممارسة حقهم الانتخابي الذي سيكون بمثابة النقطة الفاصلة في التعديلات التي أقرتها هذه الوثيقة ، ومنه خوض مرحلة مغايرة تسعى للتكريس الفعلي للجزائر الجديدة .يجرى اليوم استفتاء الفاتح نوفمبر الذي تزامن مع إحياء الذكرى ال66 لاندلاع الثورة المجيدة وتنطلق معه محطة جديدة تحمل في طياتها تعديلات جذرية تستجيب لمتطلبات الشعب في ممارسة الديموقراطية الحقيقية وإحداث قطيعة مع ممارسات الماضي في سبيل بناء جزائر تقوم على أسس الحكم الراشد وفق بنية صادقة ورؤية استيراتيجية واضحة .
وكما جرت العادة في الانتخابات السابقة الرئاسية أو التشريعية ،ارتأت الجمهورية أن ترصد أصداء الشارع الوهراني ، عشية التحضير للإصلاحات التي انتظرها الشعب الجزائري بعد صراعات برزت على الساحة المحلية لعدة شهور و ارتبطت بالنظام القديم .
وكما عودنا الشعب الجزائري أن يكون دائما حاضرا في مثل هذه المواقف ،مرة أخرى يسجل الوهرانيون موقفهم وبصمتهم التي لا تختلف عن باقي سكان الولايات الأخرى من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق حتى يشاركوا في الإصلاحات المنتظرة لبلوغ الجزائر الجديدة ففي جولة قادتنا إلى ساحة أول نوفمبر التي يقصدها سكان وهران وحتى زوارها من الولايات المجاورة في المناسبات الدينية الوطنية ، باعتبارها القلب النابض للمدينة ورمز من رموز التاريخ رصدنا انطباعات الوافدين من فئات عمرية مختلفة انصبت مجملها في التصويت من اجل التغيير والتوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع مادامت المناسبة حسبهم ، أولى محطة لإصلاحات طالما انتظرها المواطن الجزائري .
ولم تخرج الانطباعات التي رصدناها أمس عن نطاق مطالب الشعب الذي يسعى إلى تجسيد الديموقراطية التشاركية وتعزيز المساواة وحماية الحقوق والواجبات واخلقية الحياة السياسية والعامة ومحاربة الفساد بكل أنواعه لبلوغ جزائر جديدة مبنية على أسس متينة وشفافة ، من خلال استشارة شعبية على استفتاء دستوري في يوم مشهود في التاريخ الوطني يستلهم منه الدروس والعبر . وان كان الوضع الصحي الذي تعيشه الجزائر قد فرض بعض الاستثناءات ،الا أن وعي المواطن الوهراني وسعيه وراء التغيير الجدري يدفعه للمشاركة في الاستشارة الشعبية اليوم والإدلاء بصوته ،دون أن يتجاوز البروتكول الصحي الذي أقرته الوصاية ،لاسيما الالتزام بالتباعد الاجتماعي لتفادي عدوى كورونا مادامت الوضعية الراهنة تفرض على الجميع الامتثال للشروط الوقائية .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)