الجزائر

استفتاء بن غبريط سيضرب مصداقية البكالوريا!



أثارت الاستشارة الموسعة التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية حول تغيير رزنامة الامتحانات النهائية لشهادة البكالوريا لهذا العام، ردود فعل متباينة، وإن بدت سلبية ومتحفظة من حيث المبدأ في عمومها، ذلك أن تأخير موعد الامتحان المصيري إلى ما بعد شهر رمضان، أي بداية من 19 جوان إلى غاية 24 جوان القادم، لا يمكن أن يضمن توفير الشروط المثالية، وعلى رأسها استكمال البرامج المقررة بالنسبة للمؤسسات التعليمية المتضررة من الإضرابات، فضلا على أنه قد يزيد من المتاعب المناخيّة في فصل الحرّ لتلاميذ الجنوب الكبير، في حال لم تلتزم السلطات العمومية بالسهر التامّ على مرافقة القطاع في إنجاح الامتحانات ماديّا.أكثر من ذلك، فقد اعتبر خبراء وشركاء اجتماعيون في الأسرة التربوية، شاركوا أمس في ندوة "الشروق" حول جديد "الباك"، أن طرح الاستشارة الموسعة سابقة خطيرة قد تؤزم الوضع مستقبلا في العلاقة مع التلاميذ، وأن التحجّج بمبدأ ترقية ثقافة الديمقراطية من خلال إشراك التلميذ في تقرير مصيره غير مقبول ولا مأمون العواقب، بل قد يجرّ إلى خروج الرافضين للرزمانة إلى الشارع من جديد، على حدّ قولهم.
وإذا كان التاريخ في ذاته لا يثير أي إشكالية حسب المتدخلين في الندوة، سواء خلال أو بعد شهر رمضان، فإن الحضور في أغلبهم ينتقدون تعامل الوزارة مع مكونات الأسرة التربوية، فهي حسبهم تلجأ للاستشارة بنوايا غير بريئة في الأوقات الحرجة لامتصاص حالة الاحتقان أو تمرير مشاريعها وتصوراتها، لكنها تتجاهل تماما شركاءها حينما يتعلق الأمر بقضايا أخرى مصيرية تختلف بشأنها مع الآخرين، حيث تنفرد بالقرار وتفرضه دون استشارة أحد، على حدّ قولهم.

الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة:
استشارة "مراهقين" حول البكالوريا.. سابقة خطيرة!
وصف، الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، بوعلام عمورة، لدى تدخله في ندوة "الشروق"، الاستشارة التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية اليوم حول رزنامة امتحان شهادة البكالوريا "بالخاطئة"، مؤكدا في ذات السياق أن المبادرة في حد ذاتها سابقة خطيرة، لأنه ليس مقبولا ولا معقولا أن نستشير "مراهقين" حول ملف حساس وهو تاريخ إجراء امتحان مصيري كالبكالوريا.
وأضاف، الأمين العام لنقابة "الساتاف"، أن هذا النوع من الاستشارات سيعيد القطاع إلى عدم الاستقرار، بعد أزمة دامت أربعة أشهر كاملة، على اعتبار أن آراء 500 ألف مترشح للبكالوريا حول تاريخ الامتحان ستتعدد وتختلف من مترشح لآخر، وهي العملية التي ستحدث انقساما وانشقاقا بين المتمدرسين، حيث أعلن عن تخوفه من فرضية خروج التلاميذ إلى الشارع للاحتجاج على الاستشارة، خاصة بالنسبة للذين لم يضربوا ودرسوا في ظروف عادية، لاسيما أن عددا كبيرا من التلاميذ رافعوا لأجل الإبقاء على الرزنامة العادية دون تأخير، مؤكدا أن إطلاق الوزارة لاستشارة حول رزنامة الامتحان، ستفتح شهية التلاميذ مستقبلا لإعطاء رأيهم حول أمور أخرى "تافهة"، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، كإبداء موقفهم على طول العصا التي يضربون بها أساتذتهم، وعن الأستاذ الفلاني وغيرها من الأمور غير العلمية.
وانتقد المتحدث اقصاء القائمين على وزارة التربية الوطنية، أساتذة التعليم الابتدائي والمتوسط من المشاركة في الاستشارة، رغم أنه سنويا يتم تجنيدهم للحراسة في الامتحانات الرسمية لنهاية الأطوار، إلى جانب تكليفهم بالعمل في امتحان شهادة البكالوريا، مشددا أن "الاستفتاء" هو عبارة عن "بريكولاج" وتسيير "تطرفي" لامتحان مصيري ومجرد "حل ترقيعي" وفقط لمشكل جد حساس يحتاج في الأصل إلى رؤية بعيدة ودراسات وآفاق مستقبلية، لأجل الوصول إلى حلول جذرية، وبالتالي فسياسة "الترقيعات" المعتمدة حاليا من قبل الوصاية لن تنتج مدرسة ذات جودة ونوعية، يضيف عمورة.
واغتنم، المسؤول الأول على النقابة فرصة تنظيم الندوة لكي يعرج على موضوع آخر لا يقل أهمية عن سابقه، ويتعلق بملف إصلاح البكالوريا الذي قال بشأنه إنه ظل حبيس أدراج الوزارة، والتي يبدو أنها قد استغنت عن خدمات الشركاء الاجتماعيين ورمت بمقترحاتهم في المزبلة، في وقت دعا الوصاية مستقبلا إلى ضرورة قيامها بزيارات ميدانية إلى مراكز التصحيح للوقوف على ظروف عمل المصححين، التي أقل ما يقال عنها إنها سيئة، وبالتالي فكان الأجدر على الوصاية طرح استفتاء حول أمور هامة قبل اللجوء إلى استشارة "مراهقين" حول أمور موصوفة بالحساسة، على حدّ وصفه.

رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ أحمد خالد:
قرار بن غبريط صائب.. والتلاميذ راشدون وناضجون
أكّد رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، أحمد خالد، أن مقترحه لوزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط حول تغيير رزنامة البكالوريا، والذي أثار الجدل "لم يطرحه عشوائيا" حسب تعبيره، وإنما جاءت فكرة المقترح بعد استشارة المقربين من قطاع التربية وكذا أساتذة حاليين ومتقاعدين، إضافة للتلاميذ وأوليائهم، خاصة وأن القطاع كان يمر أثناءها بفترة حساسة، " فإضراب الأساتذة المفتوح، والتأخر في البرنامج الدراسي، حتّم علينا إيجاد حلول سريعة، خاصة أن الإضراب أضرّ بتلاميذ السنة الثالثة ثانوي"، حسب تعبيره.
كما أن تزامن امتحان شهادة البكالوريا مع شهر رمضان المعظم، والإرهاق وقلة التركيز الذي قد يعيشه الممتحنون كان "أيضا من بين أسباب تغيير رزنامة البكالوريا".
وبخصوص انتقاد المقترح، خاصة فيما يتعلق بعملية "استشارة التلاميذ"، فالبعض استنكر استشارة من وصفهم ب"مراهقين لا يفقهون في الأمر"، رد خالد بالقول "شاب في 18 سنة ليس مراهقا، كما أنه علينا تلقين تلاميذنا الديمقراطية، وتحمُّل جزء من المسؤولية بخصوص مستقبلهم"، مضيفا "كما أن الاستشارة موجهة أيضا للأساتذة ومديري المدارس والمفتشين التربويين".
ولم ينف المتحدث، التخوف من احتمال رفض تأجيل رزنامة البكالوريا، خاصة بالنسبة للولايات التي لم تشهد إضرابا موسعا، فتساءل "هل ستنفرد ولايات تيزي وزو والبليدة وبجاية ببكالوريا خاصة، أم نذهب لدورة ثانية، أم نخضع للعتبة؟"
واعتبر أحمد خالد أن الحديث عن "بكالوريا الشمال وبكالوريا الجنوب" غير مطروح بتاتا، سواء بيداغوجيا أو سياسيا في ظل الظروف الراهنة التي تعرفها البلاد، وهو ما يجعلُ أمر تكفل الولاة ومديريات التربية بالجنوب بممتحني البكالوريا النظاميين والأحرار، أكثر من ضرورة.
وبشأن التخوف من اللجوء لدورة ثانية للبكالوريا على غرار ما حصل السنة المنصرمة، وهل بالإمكان اشتراط تعهد والالتزام بدورة واحدة فقط؟ أجاب أحمد خالد "لا يمكننا التنبؤ بما قد يحصل من مستجدات خلال الأيام المقبلة....".

الإطار السابق بوزارة التربية الوطنية محمد بوخطة:
حشر التلاميذ في "الباك" خطأ فادح.. والتأخير سيضر بتلاميذ الجنوب
أكد، محمد بوخطة، إطار سابق بوزارة التربية الوطنية، أن الوصاية أخطأت لما حشرت التلاميذ في ملف "تربوي تقني" بحت، وعرضت عليهم استشارة حول تاريخ إجراء امتحان شهادة البكالوريا، رغم أنهم لم يطالبوا بالتأجيل، معلنا عن تخوفه من اتخاذ التلاميذ لمثل هذه الاستشارات "كتقليد" يلجأون إليه في كل مرة، للتعبير عن انشغالاتهم ومطالبهم، مهما كان نوعها.
وأضاف، المدير الأسبق للموارد البشرية بوزارة التربية الوطنية، لدى تدخله في ندوة "الشروق"، أن القضية المحورية التي لا بد من مناقشتها هي لجوء الوصاية إلى حشر التلاميذ في مثل هذه السن في أمور تربوية، رغم أنه كان يفترض عليها الرجوع إلى الخبراء من المفتشين والمديرين والأساتذة، للفصل في قرار تأجيل موعد إجراء البكالوريا من عدمه، "فأهل مكة أدرى بشعابها"، وبالتالي فلا داعي لاستشارة التلاميذ، خاصة وأنهم لم يطالبون بالتأخير من جهة، ومن جهة أخرى فإن التأخير سيضر حتما بتلاميذ الجنوب، يضيف المحدّث.
وأبدى، محمد بوخطة، تخوفه من أن تصطدم مبادرة الوزارة الأخيرة بغضب التلاميذ الذين قد يحتجون على نتائج الاستفتاء الذي سيفرز لا محالة رأيين مختلفين، فهناك من سيصوت على التأخير وهناك من سيصوت على الرزنامة الحالية دون تعديل، وبالتالي فالمسؤولون بالوزارة ملزمون بتحضير أنفسهم لأجل التدخل المستعجل لإقناع التلاميذ بنتائج التصويت، خاصة وأن الاستشارة تبقى "افتراضية" وغير حقيقية، وبالتالي فمهمة إقناع المتمدرس في هذه السن بتبني رأي آخر صعبة وصعبة للغاية، حسب بوخطة.
كما شدد المتحدث أن عدم الاستقرار في الخطاب والتراجعات وعدم الثبات في اتخاذ القرارات، قد ولّد مشاكل عديدة نحن في غنى عنها، وبالتالي ففي كل مرة تحاول الوزارة غلق جبهة إلا وتجد نفسها أمام جبهة جديدة، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستلجأ الوصاية إلى هيئة دربال للإشراف على الاستفتاء الإلكتروني، يقول بوخطة؟

رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية بلعموري لغليظ:
الأغلبية الساحقة ستصوت على التأخير.. والوزارة صائبة في قرارها
دافع، رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية بلعموري لغليظ، خلال تدخله في "فوروم الشروق"، بشدة عن الوزارة الوصية وعن قراراتها المتخذة، إذ رافع عن الاستشارة الواسعة التي أطلقتها حول اختيار رزنامة معينة لإجراء امتحان شهادة البكالوريا، كونها ستعود بالفائدة على التلاميذ، حيث سيكون أمامهم متسع من الوقت لاستدراك الدروس التي ضاعت جراء الإضراب المفتوح، مؤكدا أن الوزارة لجأت إلى طرح الاستفتاء في ظرف جد حساس كحل مستعجل لمعالجة مشكل التأخر في الدروس الذي بلغ السبعة أسابيع بجل ولايات الوطن، وكذا للوقاية من تداعيات كثيرة، مضيفا "الوزارة طرحت مبادرة الاستشارة مجبرة لا مخيرة وبواسطتها سنحافظ على بكالوريا موحدة".
وتوقع رئيس نقابة "السناباب" تصويت أغلبية التلاميذ المترشحين على مقترح تأخير موعد إجراء امتحان شهادة البكالوريا، وبالتالي فالأسرة التربوية مدعوة إلى مرافقة الاستشارة التي تعد فكرة صائبة، داعيا إلى أهمية تعميمها لكي تشمل باقي الملفات والقضايا المهمة في القطاع.

الخبير التربوي الدكتور عبد القادر فضيل:
الاستشارة ليست "بريئة".. وهدفها إرضاء أطراف وإسكات الأولياء!
أكد الدكتور عبد القادر فضيل، الخبير التربوي، في تدخله خلال ندوة "الشروق" أن الهدف الذي انطلقت منه وزارة التربية الوطنية عند إطلاقها للاستشارة حول تاريخ إجراء امتحان شهادة البكالوريا بالتصويت على أحد المقترحين إما بالاحتفاظ بالرزنامة السابقة وإما بالتأجيل، ليس بالبريء، وبالتالي فهي تسعى لامتصاص غضب التلاميذ والأولياء على حد سواء، في محاولة لإسكاتهم، وبالتالي ضمان الخروج من الكارثة بأقل الخسائر والتي كادت ستؤدي بالوزيرة إلى الاستقالة أو الإقالة، ولكي ترضي بعض الجهات التي قد تثور في أي لحظة، مضيفا أن الظرف الذي اختارته الوزارة لكي تعلن فيه عن الاستفتاء ليس بالمناسب إطلاقا، لأنه من المفروض أن تطلقها قبل تحديد الرزنامة، أي في بداية الدخول المدرسي الجاري، وليس عقب ذلك.
وتأسف المتحدث عن تحول شهادة البكالوريا من امتحان مصيري إلى مجرد "مسابقة"، وذلك بناء على طبيعة الأسئلة المقدمة للمترشحين التي تراجع مستواها كثيرا، متوقعا أن يصوت التلاميذ بالأغلبية الساحقة على مقترح تأخير إجراء امتحان شهادة البكالوريا إلى غاية ال19 جوان المقبل أي بعد شهر رمضان، غير أن السؤال المطروح كيف ستعالج الوصاية الفراغ الذي سجل في البرنامج الدراسي خاصة بالولايات الثلاث التي تضررت بشكل كبير من الإضراب المفتوح وهي البليدة، تيزي وزو وبجاية، يتساءل عبد القادر فضيل؟.

عضو المكتب الوطني لعمال التربية والتكوين مجامعية بن شرقي:
"ليس عيبًا أن نستشير التلاميذ.. لكنّ بن غبريط تقصي النقابات"
أكد عضو المكتب الوطني لعمال التربية والتكوين مجامعية بن شرقي، أن ما فاجأهم ليس تغيير رزنامة البكالوريا "وإنما طريقة إعلان وزيرة القطاع لمقترح تغيير الرزنامة، وتأكيد استشارتها النقابات المعتمدة"، وهو ما جعله يتساءل "أي نقابات استشارتهم وزيرة التربية قبل إعلان مقترحها؟".
وتأسف بن شرقي، كون تنظيمه وثلاث نقابات أخرى معتمدة لم تعلم بالمقترح، حيث حضر لقاء إعلان المقترح ممثلو أربعة شركاء اجتماعيين فقط، وبشكل وصفه ب"السري" من أصل 8 نقابات معتمدة بالقطاع، وهو ما جعله يؤكد "أن بن غبريط خرقت ميثاق أخلاقيات المهنة".
ولم ير المتحدث في أمر استشارة التلاميذ وأوليائهم حول تاريخ البكالوريا "عيبا"، لأن التلميذ له تفكيره، كما أن "الأينباف" لا ترى أيضا مانعا في تأجيل امتحان البكالوريا إلى ما بعد شهر رمضان، شرط توفير جميع الشروط المناسبة من تكييف ومياه الشرب ونقل ومراقد للتلاميذ، فالتأجيل يساهم، حسبه، في تهدئة أعصاب التلاميذ المتخوفين من استدراك الدروس الضائعة، كما أن الإبقاء على تاريخ البكالوريا السابق، سيضعنا أمام حتمية العتبة، لإحداث تساو بين التلاميذ في المواضيع، خاصة "وأن بعض المؤسسات التربوية لم تضرب، وبعض الأساتذة المضربين كانوا يُدرسون مواد غير رئيسية، والبعض لا يدرس السنة 3 ثانوي".
وعن خلفيات المقترح، ردّ بن شرقي "الوزيرة نورية بن غبريط، اتخذت هذا القرار في وقت سابق، وهي بصدد تجسيده فقط، حتى ولو جاءت الاستشارة بنتيجة غير التأجيل".
وفيما يظهر على أنه عدم اتفاق بين الشركاء الاجتماعيين حول إضراب "الكناباست"، حمّل المتحدث النقابة المذكورة، المسؤولية في تغيير رزنامة البكالوريا، وتخوّف مما هو آت في حال لم يحصل اتفاق بين الوزارة و"النقابة" في لقاءاتهما الثنائية، فقال "الوزيرة وعدت المضربين بعدم خصم رواتبهم دفعة واحدة، لكنهم تفاجأوا بالعكس، وهو ما يجعل أمر اتخاذ المجلس الوطني المفتوح للكناباست لأي قرارات جديدة وارد جدا"، فعبّر عن ذلك بالقول "المخاطر تبقى قائمة".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)