استعدادات قبل زيارة الوزير الأول إلى الشلف

تجري حاليا استعدادات مكثفة تقوم بها مصالح السلطات الولائية بالشلف لاستقبال الزيارة الحكومية للوزير الأول عبد المالك سلال المرتقبة في نهاية الأسبوع الجاري، حسب مصادر الاطلاع ل"البلاد" لإعطاء دفع قوي لقطار التنمية المحلية في ولاية تعيش جملة من المشاكل الاجتماعية، في مقدمتها أزمة السكن وتبعات ملف البنايات الجاهزة ناهيك عن ظاهرة البناء الهش التي تطوق أرجاء مدن الولاية.وعقد والي الشلف اجتماعا موسعا من أجل اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتهيئة شوارع عاصمة الولاية والمناطق المجاورة على غرار تنس، سيدي عبد الرحمان والمرسى والمنطقة الصناعية ببلدية وادي سلي. وقد تم تجنيد عدد كبير من عمال مصالح البلديات لتعبيد الطرق والشوارع التي كانت نقاطا سوداء في المناطق المتوقع أن يزورها سلال. وأضافت مصادرنا أنه شرع بطريقة مستعجلة في عملية تنظيف الشوارع الرئيسية لمدينة الشلف إلى جانب تغطية الحفر وخاصة بالطرق القريبة من مبنى الولاية التي ستكون معبرا للزيارة الحكومية. من جهتها وضعت الأجهزة الأمنية في حالة تأهب لتسهيل الحركة المرورية وضبط الأمن والبدء في وضع رادارات هنا وهناك للحيلولة دون وقع أي طارئ .واللافت أن أعيان المدينة انتقدوا بشدة أشغال الترقيع التي نفذتها مصالح الولاية على غرار تغطية بعض المشاريع المعطلة بصفائح الزنك وتعميم ذلك على بعض النقاط الرئيسة في المدينة كما هو الحال بأحياء مداحي والحرية وبن سونة، في مشاهد سلبية للغاية لم ترق تطلعات السكان الذين يرغبون في خروجهم بنتائج ميدانية خلال زيارة الوزير الأول إلى ولايتهم وليس تلميع "الفساد" وتزيين "أشغال مشاريع جامدة".ومن المتوقع أن يقوم سلال بتدشين محطة تحلية مياه البحر بمنطقة "محيثيس" بمدينة تنس التي أنجزتها الشركة الاسبانية العملاقة "فيزا" بغلاف مالي ناهز 250 مليون دولار، مع العلم أن المحطة المصنفة ضمن أكبر المحطات ال9 عبر الوطن تزيد قدرة استيعابها عن 200 ألف م3 يوميا وأنها قادرة على تزويد 32 بلدية ساحلية وشمالية من أصل 35 بلدية في عضوية الولاية.وأضافت المصادر أن من ضمن المشاريع التي يرتقب أن يزورها سلال مشروع الميناء التجاري الضخم لمنطقة الوسط الذي تم نقله من تيبازة إلى تنس بمرسوم وزاري والذي سيحل محل ميناء الجزائر المتوقع أن يتحول إلى فضاء بحري للتنزه والرحلات فقط، وسيحول المنطقة إلى مركز اقتصادي كبير وشريان بين مينائي الجزائر ووهران. وينتظر أن يعاين أشغال مشروع الطريق الرابط بين تنس والطريق السيار شرق غرب.ويتطلع سكان البنايات الجاهزة إلى أن تكون الزيارة الحكومية فأل خير على ملفهم بتدعيم الهبة المالية الأخيرة قوامها 120 مليون سنتيم التي أقرتها الحكومة لطي قضية الشاليهات في الشلف، بما أن الإعانة غير كافية لبناء مساكن لائقة فوق البنايات الجاهزة في ظل ارتفاع مواد البناء وعدم صدور قرار يسمح بدعم مواد البناء لفائدة المتضررين من البنايات الجاهزة التي دخلت عامها ال 35 في الجهة.وتأتي هذه الزيارة المرتقبة موازاة مع تقسيم إداري جديد لم يأخذ مدينة تنس في الحسبان رغم الوعود التي تلقاها السكان خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 2014 بترقية مدينتهم إلى ولاية منتدبة بالنظر إلى الإمكانيات المتوافرة وتميزها بقطب بحري هام. ويأمل سكان هذه المدينة في ملاقاة سلال ومطالبته بإلغاء قرار إنجاز مركز الردم التقني فوق مساحات زراعية وتصنف من أشهر المعالم السياحية في ظل الاحتقان الشعبي السائد هذه الأيام في المدينة والروايشية على وجه الخصوص.