استضافه المعهد الفرنسي بالعاصمة جون بيار فيليو يكشف "أحداث أكتوبر 88 في الجزائر كانت بذرة الحراك العربي"

قدم البروفيسور جون بيار فيليو، خلال اللقاء الأدبي الذي نشطه بالمعهد الفرنسي بالعاصمة، ملخص الدروس التي استخلصها من أحداث الربيع العربي بوصفها أكبر حدث عرفه القرن، معتبرا أحداث أكتوبر 1988 التي شهدتها الجزائر بذرة هذا الحراك التغييري الذي تعرفه البلدان العربية. وأضاف أن القطيعة حدثت بين هذه الأحداث وما يعيشه الوطن العربي اليوم بسبب العشرية السوداء، إلا أن ذلك لا يمنع من اعتبار شرارة التغيير الأولى انطلقت من الجزائر، على الرغم من أن هذ الأخيرة فقدت 10 سنوات من عمر البناء الجاد. من جهة أخرى، أوضح فيليو أن العرب لم يصنعوا التميز وإنما المنحنى الديمقراطي هو الذي صنع التميز  في العالم العربي، الذي حاول الانتفاض على النظام القيادي في هذه الدول، بقيادة الشباب العربي الذي أحدث طفرة ولازال في سيرورة الأحداث التغييرية عبر العالم.  وميز البروفيسور بين المشاركة في الثورة بالنزول إلى الميدان وبين المشاركة الالكترونية، حيث اعتبر المتحدث أن الانتماء الثوري يتجسد في المشاركة الميدانية بغض النظر عن التهويل الذي منح لشباب الفيسبوك. كما لا يمكن - حسبه - حصر أسباب الحركة التغييرية في العالم العربي في العوامل الاجتماعية. وقال إنه منذ سقوط نظامي الرئيس زين العابدين بن علي ومبارك،  وبغض النظر عن الست دول الأخرى التي مستها رياح التحدي بنسب متفاوتة، فإن آثار هذا الحراك ستنعكس على كامل  الشعوب العربية، واصفا ذلك بالشوط الأول للعمل، ليظهر في الشوط الثاني - على حد قوله - شكل جديد من أشكال الانضباط المدني لكن دون تأثير ميكانيكي من بلد لآخر.     كما وصف جون بيار فيليو أن الثورة العربية في تراجع مستمر كجزء من حدود الدولة الحديثة وأنظمة ما بعد الاستعمار، مضيفا أن العرب في الوقت الراهن بين خياري الإصلاح أو عنف التدمير الذاتي، وقال:"نحن فقط في بداية عصر النهضة الثانية ويسعى العرب من خلال الثورة إحياء الوعود العربية لعصر التنوير". يذكر أن جون بيار فيليو، بروفيسور في التاريخ من جامعة باريس، درس في العديد من الجامعات العالمية منها جامعة كولومبيا، نيويورك، وجامعة جورج تاون بواشنطن. كما نشرت مؤلفاته التي أنجزها عن العالم العربي والإسلامي بأكثر من 10 لغات، ومنها كتاب "نهاية العالم في الإسلام" (فيارد وأسعار التعيين من تاريخ بلوا 2008) وكتاب "الثورة العربية، عشرة دروس في الانتفاضة الديمقراطية 2011".   الطاوس.ب