الجزائر

استخلاص قيم التضامن و التسامح



استخلاص قيم التضامن و التسامح
[Image]شاركت، الجزائر، الأمتين العربية والإسلامية الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج الشريفين، التي تعد حدثا عظيما في تاريخ الإسلام ومحطة بارزة تجاوزت حدود الزمان والمكان، تلك الحادثة التي تربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى الذي بارك الله تعالى حوله، وتؤكد مكانتهما في نفوس المسلمين وضرورة المحافظة على المقدسات الإسلامية التي تعد جزءا من العقيدة السمحة.
وقد أقيمت، مساء أمس، بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة، ندوة دينية بمناسبة إحياء ليلة الإسراء والمعراج نظمتها مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف لولاية الجزائر وتم خلالها التذكير ببعض محطات السيرة النبوية الشريفة وبمعاني هذه الليلة المباركة .
حيث أشار الدكتور عماد بن عامر عضو المجلس العلمي لولاية الجزائر وإمام الجامع الكبير في مداخلة له بهذه المناسبة الكريمة، أن تلك الليلة التي أسري خلالها بالرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى بيت المقدس وأعرج به إلى سدرة المنتهى والتي فرضت فيها الصلوات الخمس، واصفا إياها بالرحلة الروحانية العجيبة، وأوضح الشيخ عماد أن هناك ربطا وثيقا بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى ولا يليق التفريق بينهما.
وإذ اعتبر ليلة الإسراء والمعراج من «الذكريات العظيمة»، أكد المتحدث واجب إحيائها بغية التعريف بها إلى جيل الشباب حتى يتسنى لهم فهم معانيها التي تدل على علو مقام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والتي ترمز كذلك إلى القرب المعنوي والروحاني للإنسان من خالقه.
وقال إن ذكرى الإسراء والمعراج عزيزة على قلب كل مسلم لأنها تعتبر تكريما للرسول الأعظم (عليه الصلاة والسلام)، حيث كرمه المولى عز وجل في وقت كانت الدعوة الإسلامية تلقى الصدود والتنكيل والتعذيب لأتباع الرسول الكريم، فتخلّت عنه قوى الأرض من قريش وثقيف وسائر مناطق الجزيرة العربية، فأراد المولى عز وجل أن يفتح له الآفاق وأن يبشره بالنصر المبين، فأسري به إلى المسجد الأقصى المبارك ثاني مسجد وُضع في الأرض، وهو أولى القبلتين ومسرى الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام). وأضاف: «هذه الذكرى هي تكريم للرسول عليه الصلاة والسلام وهي رفع من شأن المدينة المقدسة التي كرمها الله بوجود المسجد الأقصى فيها حيث باركها الله وبارك ما حولها».
وبين الدكتور عماد بن عامر أن هذه الحادثة الفريدة أظهرت إكرام الله تعالى للنبي (صلى الله عليه وسلم) بعد أن بلغ الأذى والاضطهاد له ولأتباعه رضي الله تعالى عنهم أجمعين، مداه عندما مُنع النبي (عليه الصلاة والسلام) من دخول مكة المكرمة لدى عودته من الطائف وعندما منع الناس من الاستماع للقرآن الكريم. وقال «ولئن كانت البركة تملأ رحاب المسجد الحرام بكل أنواع الخير، إذ يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة أل عمران ((إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين))، فإن البركة في المسجد الأقصى تتجاوز حدود المسجد إلى ما حوله من الديار والأقطار».
وبين أنه في انتقاله (عليه الصلاة والسلام) من مكة إلى بيت المقدس ثم العروج به (صلى الله عليه وسلم) إلى السماوات العلى إشارة واضحة إلى الربط بين هذين المسجدين في عقيدة المسلم وفي وجدانه، وأنهما يجب أن يظلا في خاطره، وفي هواجس نفسه يرنو إليهما بقلبه ويجتهد في زيارتهما وتعظيمهما ما استطاع.
ودعا إلى تغليب الأمل على الألم والاستفادة من عبر ودروس هذه الرحلة العظيمة في تاريخ البشرية، في رسالة وجهها بشكل خاص إلى الشباب قائلا: لا بد مع الأمل من عمل حتى لا نبقى في دائرة الأماني، والله يقول: ((فقل اعملوا))، ولم يذكر عز وجل الإيمان إلا وذكر معه العمل الصالح.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)