الجزائر

استُعملت في نقل الأسلحة للثورة التحريرية



تم، أمس بالجزائر العاصمة، تسليم مجسّم الباخرة البلغارية ”بلغاريا” التي استُعملت في نقل الأسلحة إلى الثورة التحريرية المجيدة في 19 نوفمبر 1961، للمتحف المركزي للجيش الوطني الشعبي. وحضر حفل تسليم مجسم الباخرة مدير الإيصال والإعلام والتوجيه بوزارة الدفاع الوطني العميد ماضي بوعلام، والأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية نور الدين عوام، وممثلون عن وزارتي المجاهدين والثقافة. كما حضر المجاهد وقيادي فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا علي هارون، وكذا سفير بلغاريا بالجزائر السيد زوفير دومير لالوف وملحق الدفاع بالسفارة.وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، قال العميد ماضي بوعلام إن باخرة ”بلغاريا” دخلت تاريخ الثورة التحريرية المجيدة يوم 19 نوفمبر 1961، عندما رست بميناء طنجة بالمغرب الشقيق، مزوّدة بحمولة 2500 طن من الأسلحة والذخيرة والعتاد الموجَّه لمعاقل الثورة التحريرية، لتدعيم وحدات جيش التحرير الوطني بالوسائل القتالية والإمكانات.وأضاف مدير الإيصال والإعلام والتوجيه بوزارة الدفاع الوطني، أن هذه الإمكانات والوسائل ”ساهمت في التعجيل بإحراز الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية والنصر”. وكشف أنه بعد اتصالات سرية عديدة وترتيبات دقيقة تطلّبتها ظروف الثورة التحريرية وأساليب تزويد الثورة بالأسلحة من دول أخرى، ”نجحت المهمة بفعل إرادة الرجال المخلصين، الذين صنعوا المعجزات بإيمانهم بالقضية المقدسة لتحرير الوطن وتخليصه من براثن الاستعمار”.وباسم نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، وجّه ذات المسؤول تشكراته لأصدقاء الثورة التحريرية المباركة، ”الذين ساعدوا المجاهدين الأبطال ليرفرف علم الجزائر خفّاقا إلى الأبد، منهم السلطات البلغارية”، كما قال.وبدوره، أكد المجاهد علي هارون أن ”حرب التحرير لم تكن في الجبال وبالأسلحة فقط، بل كانت هناك أنواع كثيرة من المعارك، منها ما كان سياسيا أو استعلاماتيا، وحرب تزويد الثورة بالأسلحة، إلى جانب المعارك في الجبال”. وذكر السيد هاورن أن ”الأصدقاء البلغاريين ساهموا كثيرا في الحرب التحريرية، والشعب الجزائري يشكرهم على ذلك”، مشيرا إلى أن تزويد الثورة التحريرية بالأسلحة كان يتم إما عن طريق المغرب أو ليبيا، ثم يتم نقلها من ليبيا إلى تونس، ومن ثم إلى الجزائر”.وأوضح أن هذه الباخرة لم تزوّد الثورة بالأسلحة فقط، وإنما ساهمت أيضا في سياسة تدويل القضية الجزائرية العادلة بالمحافل الدولية آنذاك.وقدّم علي هاورن شكره على الجهود التي بذلتها كل من وزارة المجاهدين، التي سهلت المهمة وكذا وزارة الشؤون الخارجية وسفارة الجزائر بصوفيا، إلى جانب السلطات البلغارية. وبالمناسبة، قال الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الذي حضر نيابة عن الوزير رمطان لعمامرة، إن ”هذا الحفل يعيد إلى الأذهان إحدى ملاحم الثورة التحريرية، واستذكار تضحيات من ضحّى بالنفس والنفيس لاسترجاع الاستقلال والسيادة الوطنية، وترجمة إرادة الشعب الجزائري في الحرية والانعتاق من الاستعمار”.وبعد أن حيّى ممثل وزير الشؤون الخارجية القيادة التاريخية لبلغاريا على دعمها للثورة التحريرية، أوضح أن هذه المناسبة ”تذكّر بالتضامن الذي لقيته الثورة التحريرية مع دول محِبة للسلام؛ لذلك كان ليس غريبا أن تلتفّ حول الثورة الجزائرية دول من الشرق والغرب، ومنها بلغاريا”.يُذكر أن صفقة سفينة بلغاريا تم إبرامها بالمدينة السويسرية زوريخ، ورست في 19 نوفمبر 1961 بميناء طنجة (المغرب)؛ حيث تم استلام حمولة الأسلحة التي كانت بها، والمقدّرة ب2500 طن. وقد نُقلت السفينة بعد ذلك إلى الولاية التاريخية الخامسة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)