الجزائر

ارتفاع مستمر لأسعار المواد الاستهلاكية السوق الوهرانية تكذّب وزير التجارة



 عندما سئل وزير التجارة، مصطفى بن بادة، حول احتمال ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية قبيل رمضان، رد على إحدى الصحفيات ''هل تعلمين الغيب؟''. وقبل أن يحل الشهر الفضيل سجل المواطنون في مدينة وهران بداية ''ارتفاع الحرارة'' التي ستلهب جيوبهم ومدخراتهم، إن بقيت لهم مدخرات، بعد شهر من الآن. وذهبت تطمينات الوزير أدراج ''إرادة التجار وسيطرتهم على السوق''. تعرف أسعار المواد الاستهلاكية هذه الأيام ارتفاعا كبيرا، باستثناء ''الدلاع والمشماش'' اللذين يعرضان بأسعار في متناول الجميع، بفضل وفرتهما الاستثنائية هذا الموسم. كما تعرف أسعار مختلف الفواكه، أيضا، من تفاح، خوخ وبرقوق، استقرارا يصنع ''سعادة'' المستهلكين من ذوي الدخل المتواضع، لكنهم يقولون ''لا تعيش الأسرة الجزائرية بالدلاع والخوخ وحدهما، وإن كان مذاقهما حلوا''.
ويقول العارفون بالسوق المحلية في وهران أن ما جعل أسعار الزيت، السكر، الأجبان، اللحوم البيضاء والحمراء، ''خبز الرصيف''، ترتفع، هو العدد غير المعلوم من العائلات التي اضطرها ''الربيع العربي'' إلى اختيار وهران لـ''خطف'' أسبوع أو أسبوعين من الراحة، قبل العودة إلى مدنهم للتحضير لشهر ''الإنفاق الكبير''. هذه الظاهرة ساهمت بوضوح في ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بحكم قانون العرض والطلب. وهوما ساهم، أيضا، في لجوء محلات الإطعام إلى ''التأقلم'' مع هذا الطارئ، وهم الذين يكثر علهم الإقبال من طرف المستهلكين، فتكاثرت محلات الشواء وبيع الدجاج المشوي، وتحوّل العديد من الجزارين إلى ''شوايين''، حيث ينصبون ''مجامر'' على الأرصفة أمام محلاتهم التي تبقى مفتوحة إلى ساعة متأخرة من الليل، حيث يقصدهم المستهلكون الذين يختارون ما يريدون استهلاكه من لحم مفروم، مرفاز، وغيرها ويقومون بطهيها بأنفسهم، ثم يستهلكونها في عين المكان وينصرفون. وهي ظاهرة جديدة بدأت تنتشر في وهران.  وبالعودة إلى سوق الخضر والفواكه، نشير إلى أن مدينة وهران، التي يقيم فيها أكثر من مليون و200 ألف ساكن، تتوفر على أكثر من 120 سوق، كلها فوضوية، فرضها غياب الأسواق المنظمة، بالإضافة إلى تلك التي ورثتها المدينة مع الاستقلال. وهي الأسواق التي خرجت كلها عن ''إطارها المبني'' واستولت على الأرصفة والشوارع. فـ''الدولة'' في وهران لا تتحكم إطلاقا في السوق، التي تسير بمنطقها وميكانيزماتها الخاصة. وعليه عندما قال وزير التجارة لمنشطة القناة الثالثة ''هل تعلمين الغيب؟''، فإنه لم يخطئ في جزء من الجواب، لكن بداية فصل الصيف بيّنت أنه هوأيضا لا يعلم الغيب، عندما أكد أن الدولة اتخذت كل الاحتياطات للحفاظ على مستويات أسعار المواد الاستهلاكية، وتبين في وهران أن ''عالم الغيب وحده'' هو الذي كان يعرف أن جيوب المواطنين ستعاني استنزافا كبيرا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)