شكّل موضوع ارتفاع عدد الولادات في الجزائر والذي بلغ أكثر من مليون ولادة في السنة بداية من سنة 2012، هاجسا بالنسبة للخبراء والباحثين الذين اعتبروه ظاهرة غير متوقعة في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن ثالث مرحلة من الانتقال الديموغرافي في ظل قلة الولادات والوفيات.حاول باحثون وخبراء من جامعات وهران، معسكر وباتنة، في لقاء يوم الثلاثاء الماضي، بمناسبة انعقاد يوم دراسي حول أسباب ارتفاع المواليد في الجزائر، من تنظيم مخبر البحث في استراتيجيات السكان والتنمية المستدامة بجامعة وهران، التوصل إلى معرفة الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة التي قالوا عنها إنها فاجأتهم ولم يجدوا لها تفسيرا محددا كونها خرقت مراحل الانتقال الديموغرافي خاصة المرحلة الثالثة منه المتميزة بنقص الولادات وكذا نقص الوفيات، فضلا عن انخفاض نسبة الإنجاب التي كانت في الستينيات والسبعينيات تفوق 7 أو 8 أطفال وأضحت اليوم لا تزيد عن ثلاثة لدى أغلب المتزوجين. هذه المرحلة التي من المفروض أن تعرف انخفاضا في نسبة الولادات بالنظر إلى العوامل المتمثلة في تأخر سن الزواج، والتغطية الصحية، والتعليم واستعمال موانع الحمل وليس العكس الذي حير المختصين.وحول أسباب ظاهرة زيادة الولادات غير المنتظرة، أفاد الأستاذ الباحث دلندة عيسى أن الباحثين بمخبر وهران توصلوا إلى أن المحتملة منها تعود إلى ارتفاع نسبة الزواج من أجل تعويض العزوف عنه في سنوات التسعينيات لأسباب أمنية، حيث بلغت نسبة الطلب على الزواج 10.1 بالمائة، يضاف إلى ذلك تغيير الهيكل السكاني من ناحية العمر في صالح فئة 15 و49 سنة التي تمثل 3 ملايين شخص وذلك على حساب الفئة السنية من 0 إلى 15 سنة التي كانت تشكل نسبة أكثر من 50 بالمائة في سنوات الثمانينيات. ويبقى موضوع ارتفاع عدد الولادات إلى أكثر من مليون ولادة في السنة يثير اهتمام الدولة الجزائرية التي حثت الباحثين على إيجاد الأسباب الحقيقية لها من أجل مواجهتها بالطرق العلمية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : محمد بن هدار
المصدر : www.elkhabar.com