كشف البروفيسور جون لوك هاروسو والخبير في تقييم الأدوية الحيوية بفرنسا، أن نقص عمليات زرع الكبد في الجزائر سيؤدي إلى ارتفاع في عدد الإصابات بالتهاب الكبد الفيروسي في العشر سنوات القادمة، حسب آخر الدراسات، مشيرا إلى أن الجزائر تعرف إشكالية التبرع بالأعضاء من الموتى، ناهيك عن نقص الأدوية الحيوية ومدى ملائمتها مع جسم المتلقي، ما جعل نسبة المصابين بهذا الداء تعرف تزايدا في الآونة الأخيرة.لاتزال الجزائر تعاني مشكل التبرع بالأعضاء بسبب إشكالية التبرع من الموتى التي لم تجد بعد صداها في مجتمعنا، بسبب عدم وجود متبرعين فضلا عن عدم وجود مبادرات للتبرع من الأشخاص الأحياء أو التبرع بأعضاء الأشخاص المتوفين وتقبل الأجسام للكبد المزروع، في ظل غياب قوانين محددة في هذا الصدد، بالإضافة إلى الدعم المالي لمثل هذه العمليات التي تتطلب مبالغ طائلة. ولعل التهاب الكبد الفيروسي يعد واحدا من الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة الجزائريين، فبالرغم من التطور الكبير الذي حققه الطب في هذا المجال من خلال تحديد كافة أنواع هذا الداء وطرق وأساليب الوقاية والعلاج منه، إلا أن نسبة الشفاء منه نسبية، ناهيك عن الآثار النفسية التي يتركها في المريض. وحسب بعض المختصين، فإن هذا المرض عرف انتشارا كبيرا في الجزائر وبالأخص في ولايات الشرق بلغ أرقاما مخيفة، والذين أطلقوا عليه تسمية ”المرض الصامت”، خاصة أنه سريع العدوى للإنسان عن طريق عوامل مشجعة على انتقال هذا الفيروس، خاصة في عيادات جراحة الأسنان والأجهزة الموجودة داخل قاعات الولادة أو عن طريق شفرات الحلاقة وغيرها من الوسائل، فضلا عن نقص الآلات المستخدمة في عملية التحاليل أو الكشف المسبق، الأمر الذي نتج عنه تزايد في عدد المرضى عبر المستشفيات العمومية والخاصة، وبالتالي من الصعب توفير الدواء لهم. وفي السياق، يقول البروفيسور جون لوك هاروسو، الخبير في تقييم الأدوية الحيوية، إنه لا يمكن علاج داء الكبد الفيروسي نهائيا، لتبقى الوقاية أحسن بكثير من العلاج لتفادي مثل هكذا حالات، مشيرا إلى أن الجزائر تعرف ارتفاعا في عدد المصابين بمرض الالتهاب الكبدي الذي قد يتحول إلى سرطان في الكبد إذا لم يتم تلقي العلاج في الوقت المناسب. وأردف قائلا:”الجزائر من بين الدول التي ستعرف ارتفاعا في عدد المصابين بهذا الداء في العشر سنوات القادمة حسب آخر الدراسات العلمية بسبب نقص عمليات زراعة الكبد التي لم يتم الفصل فيها، ليبقى الشفاء من بعض الأمراض مرهون بعمليات التبرع بالأعضاء التي لاتزال واحدة من المعضلات التي يتخبط فيها المجتمع الجزائري، في انتظار صدور قانون صارم في هذا الخصوص”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/11/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com