الجزائر

“اختيار الجزائر: صوتان و ذاكرة” مؤلف جديد لبيير و ماري شولي



“اختيار الجزائر: صوتان و ذاكرة” مؤلف جديد لبيير و ماري شولي

“لم تمنعها فرنسيتهما و كاثوليكيتهما من الكفاح لأجل رفع علم الجزائر التي لهما فضل كبير عليها اليوم، يوجب على كل جزائري أن يقف لهاذين الرمزين بيير و كلودين شولي”، بهذه الكلمات ذكّر رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك بدور عائلة شولي الفرنسية مثل أي عائلة جزائرية في مجابهة فرنسا الاستعمارية.
نظمت جريدة المجاهد بمقرها صباح اليوم الأربعاء، بمبادرة من بلدية الجزائر الوسطى و جمعية مشعل الشهيد ندوة إعلامية، كرمت من خلالها المناضلين السابقين في صفوف جبهة التحرير الوطني بيير و كلودين شولي، بمناسبة إصدار دار نشر البرزخ كتابا لهما تحت عنوان “اختيار الجزائر: صوتان و ذاكرة”.
قال رضا مالك الموفد ضمن المفاوضين في إيفيان و الصديق المقرب للزوجين شولي، أن الثنائي الفرنسي أصبح جزائريا بناء على وعي سياسي و اجتماعي، فرضته عليه اخلاقياتهما و نبذهما للاستبداد الاستعماري و ما اكتشفاه باحتكاكهما بالشبيبة الجزائرية آنذاك، و خيبتهما من استمرار احتلال الجزائر بعد الهزيمة الألمانية. موضحا أن بيير شولي كان “رجلا متفتحا مؤمنا بفكرة التحرر لم يكتفي بموقف الرفض مثل اليساريين المعادين للاستعمار، بل لجأ إلى العمل النضالي في صفوف جيش جبهة التحرير الوطني، و قبله ناضل بقلمه في مجلة البيان المغاربي منذ مارس 1954″. و قد شملت مساندة شولي للثورة علاج الجرحى من المجاهدين، و تدريب الطلبة على التمريض، و نشر مناشير الجبهة عبر جريدة البيان المغاربي، و إيواء و نقل قيادات الثورة هو و زوجته التي قامت بتهريب عبان رمضان إلى البليدة يوم 27 فيفري 1957 بعد إلقاء القبض على زوجها في نفس اليوم.
أما المجاهدة و عضوة اللجنة الدولية لمكافحة التمييز ضد المرأة السيدة مريم بن ميهوب زرداني و زميلة كلودين شولي في سجن بربروس، فقد اعتبرت التكريم “فرصة لرد الجميل لرمزين كبيرين من رموز النضال، على مسيحيتهما أعطيا لثورة نوفمبر أكثر مما اعطاها مسلمو الجزائر…”
من جانبهما أكدا المناضلان بيير و كلودين شولي أنهما جزائريان بالقلب، استجابا لنداء نوفمبر عن إيمان و قناعة و ليسا نادمين على هذا القرار. منوهان أن الكثير من الفرنسيين يقفون خلفهم ربما قدموا للجزائريين أكثر منهما يستحقون اليوم أن تقف الذاكرة عندهم.
للتذكير فإن بيير شولي من مواليد 27 مارس 1930 بالعاصمة وسط عائلة كاثوليكية، بدأت قناعاته اتجاه تحرر الجزائر تتبلور باحتكاكه بالطلبة الشيوعيين و حزب البيان و حركة الانتصار من أجل الحريات، التي كاد ينخرط في صفوفها حسب شهادته في كتابه “القرار”. و هو واحد من الذين اختاروا الالتزام بالمساندة التامة للجزائريين فنفي بأمر من الجنرال روبرت لاكوست إلى فرنسا، فاختار مواصلة كفاحه من تونس. ليعود بعد الاستقلال إلى الجزائر ويستقر بها نهائيا و ينخرط في منضمة الأطباء الجزائريين.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)