الجزائر

اختصاص يتطلب الكفاءة والموضوعية



اختصاص يتطلب الكفاءة والموضوعية
نظمت وزارة الثقافة أمس، يوما دراسيا حول "الإعلام الثقافي" تحت إشراف الوزيرين عزالدين ميهوبي وحميد قرين، فتح فيه النقاش على مصرعيه للحديث عن الشأن الثقافي ببلادنا خاصة في علاقته مع وسائل الإعلام والعلاقة الجدلية القائمة بينهما والتي ترسّخت بالممارسة على الرغم من النقائص المسجلة هنا وهناك. المشاركون من خبراء وممارسين أكدوا جميعهم على ضرورة النهوض بالجانب الثقافي عبر وسائل الإعلام باعتباره صانعا للرأي العام الوطني وصائنا للمقومات والثوابت الوطنية.نشط الأشغال الشاعر الإعلامي، إبراهيم صديقي الذي أكد أن هذا اللقاء هو نقاش مفتوح يتناول موضوع الإعلام الذي هو واجهة كبرى لمجتمعنا، قدر فيه أن يكون الإعلام والثقافة متجاوران ومتلازمان دوما. في كلمته الترحيبية، أكد وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي أن الإعلام طرف أساسي يخدم الثقافة الجزائرية وكلاهما رافد أساسي في عملية التنمية الشاملة، يلقيا الدعم من رئيس الجمهورية ومن مختلف الفاعلين، هذا الدعم يشير السيد الوزير يمكّن الثقافة من تأدية دورها في المجتمع، كما كان دورها دوما قبيل ظهور الحركة الوطنية ثم أثناء الثورة وصولا إلى الاستقلال، كما أنها سند للحفاظ على الهوية وعلى تراثنا الوطني المشترك.تحدث المتدخل عن تجربته الإعلامية في الشأن الثقافي التي تجاوزت ال30 سنة وفيها وقف على التماس بين الثقافة والإعلام مع التفاوت المسجل عند بعض الوسائل الإعلامية خاصة المكتوبة منها فمنها ما لها متابعات جادة وجريئة ومنها (على قلتها) ما يضحي بالثقافة.أكد الوزير "بأنه من خلال هذا المنبر، سيتعزز التعاون لأجل خدمة والترويج للثقافة وهذا لا يعني تبني العمل الدعائي ولكن يعني تثمين الجهد وتوجيه السيئ والتساؤل دوما هل نحن نمتلك إعلاما ثقافيا بالمعنى المهني وهل المشرفون عليه يمتلكون ميزة الاختصاص وملكة الإحساس "ليؤكد أن هناك بروز لمعالم المهنية وللمتابعة الحية في بعض العناوين مع تجاوز التغطية العادية والخبر والعمل الإداري إلى تناول العمق بعيدا عن السطحية وفتح نقاش يخص المضمون.بالمناسبة أعلن الوزير عن إصدار مجلة "ثقافات" خلال المعرض الدولي للكتاب نهاية الشهر (بمشاركة 47 دولة و910 دور نشر) وإعادة بعث مجلة "الثقافة" و"آمال"، كما تناول بالحديث تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" والتي أكد بشأنها أن نصفها الأخير أي على امتداد ال6 أشهر القادمة ستنال كل الجهد خاصة الإعلامي منه وستستفيد من إطلاق قناة عبر الأنترنت تعرض كل ما قدم في التظاهرة. من جهته، ثمّن وزير الاتصال حميد قرين دور الثقافة، للإشارة، فقد نشط اللقاء كل من عاشور شرفي من "المجاهد" الذي أكد أن دور الإعلام لا بد أن يحرض على تعاطي الثقافة بطرق مهنية، أما سليم بوفناسة من "النصر" فأكد أن الحضور الثقافي في الصحف محتشم وملاحقه محدودة ناهيك عن غياب النقد الثقافي والتكوين.الإعلامي المعروف يوسف بسايح ركز أكثر على مستوى الصحفي الذي عليه أن يرقى إلى النقد والقراءة المختصة للأعمال الإبداعية، منبها أن الثقافة عندنا لا تعاني من نقص الفضاءات الإعلامية بل من نقص الفاعلين والقائمين على عملية الإعلام الثقافي. كما قدم رابح بلطرش تجربته في الصحافة الثقافية الإلكترونية عبر موقع "أصوات الشمال" التي يجب تعزيزها لتتماشى ومتطلبات العصر وجيل الشباب. واعتبر الدكتور نصر الدين العياضي أن الثقافة تقدم خدمة للإعلام وليس العكس، إلا أن المنتوج الثقافي ليس من متطلبات الحياة اليومية كالخبز والحليب لذلك يعتبر منتوجا نخبويا وتقريبها لعالم الاستهلاك يبقى يتطلب تجارب كما أن الثقافة رأسمالها جبان يخاف الخسارة لكنها تبقى روح المجتمع ولحمته لذلك وجب دعمها.الصحفي المخضرم فرحاني مزيان، اعتبر اللقاء الأول من نوعه على الرغم من أن الثقافة هي دوما في مؤخرة العربة، وقد لفت الانتباه إلى قلة الصحفيين في الأقسام الثقافية مما يعرقل عملية الإبداع. أما سمير مفتاح، المكلف بالإعلام بالديوان الوطني للثقافة والإعلام فأشار إلى أن هذا الموضوع نوقش قبل 5 سنوات بمؤسسته التي قامت بالموازاة بفتح ورشات تكوين لفائدة الصحفيين المشتغلين في الحقل الثقافي. وبشأن الثقافة، صرح بأن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي تقدم لوسائل الإعلام المنتوج الثقافي والفني بالمجان. بعدها فتح النقاش واسعا أمام الحضور ليرد على أسئلته الوزيران، فبالنسبة للسيد ميهوبي أجاب على مسألة التكوين الذي لابد أن يكون حسب ميولات الصحفي، كما تحدث عن شراكة بين قطاعه وقطاع الاتصال لتنظيم ورشات تكوين وحوار بين أهل المهنة وكذا التفكير في تأسيس متحف أرشيف للثقافة الجزائرية وحاليا تتم عملية التجميع بإشراف خبراء، أما بوابة الموسيقى التراثية الجزائرية فستكون جاهزة الشهر الداخل، وهي أول تجربة منذ الاستقلال.ألح السيد قرين على المهنية والموهبة، فالصحفي الموهوب يستحق أن يدافع عنه علما أن دولة القانون قائمة، كما أشار إلى غياب القانون في بعض العناوين الخاصة، فبعضها يتعامل مع الاسم والجهة وليس مع الإنتاج الفكري في حد ذاته. وأكد قرين أنه يتم أحيانا إقصاء كتّاب قدموا وجها لائقا عن بلادهم الجزائر بينما يقدم أحيانا آخرون أساءوا لبلادهم.السيد الوزير أجاب بصدر رحب عن سؤال تناول المضايقة الأخيرة التي تعرض لها في مطار باريس وقال: "عجبا نلت جائزة أدبية مرموقة سنة 2009 ولم يتحدث عنها أحد في الإعلام والمضايقة صنعت الحدث".على هامش الأشغال، صرح ميهوبي أنه تم الحرص على لفت الانتباه والاهتمام أكثر بالثقافة لأنها أهم ما ينتجه المجتمع، مستشهدا ببعض تجارب الشعوب الناجحة. أما السيد قرين فأثار قضية القنوات الإعلامية المرئية الخاصة التي عليها أن تلتزم بالثوابت المنصوص عليها في الدستور وسيتم دراسة وضعها القانوني حالة بحالة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)