الجزائر

اختتام ورشات المؤتمر الأول حول أطفال الحروب



اختتام ورشات المؤتمر الأول حول أطفال الحروب
اختتمت يوم الخميس أشغال المؤتمر الدولي لأطفال الحروب الذي دام يومين من النقاش في شكل ورشات علمية بقصر الثقافة "عبد الكريم دالي بتلمسان و التي شارك فيها خبراء علميين و مختصين جامعيين من القارات الثلاثة كالولايات المتحدة الأمريكية و ساحل العاج و لبنان و فرنسا و بريطانيا و آخرون من الوطن العربي و حوض البحر الأبيض المتوسط ، حيث تطرق المشاركون إلى أثر الحرب على المواطنين المقيمين والمهجّرين عقليا و إنفعاليا و إجتماعيا . فظروف نمو الكائن البشري و الصعوبات التي تواجه الأبوين في تنشئة الأبناء في حالة السلم في حد ذاتها صعبة وتتعقد الأمور أكثر بالوضعية الحربية فيجد الطفل نفسه العنصر الضعيف في المجتمع من خلال تأثيره بنكبات و مآسي الحرب التي تحدث تشرد عائلي و لجوء و تباعد بين أفراد الأسرة فيصبح الطفل بلا والدين أو بدون أحدهما فتقفل في وجهه المدارس بعد تحولها إلى مراكز تدريب المقاتلين عندها يصبح الصغار خارجين عن مرحلة نموهم الذهني و الانفعال النفسي الفردي منه و الجماعي فتنعكس سلوكاتهم من الإيجابيات إلى السلبيات فيعطي بذلك تفسيراته للواقع الحسي و بالتجربة يتعلم الدفاع عن موطنه لأنه لم يتمكن من مرافقة مبتغاه في الحياة فينقلب للعنف بمشاهدة عينية من أناس غرباء عن بلدهم دمروا نموهم كأطفال بالتضييق عليهم حسب مداخلة الدكتور محمد العربي بالمعهد العالي لقسم الفلسفة بجامعة بيروت أما الدكتور أحمد تغريد من كلية الأدب بجامعة لبنان فقد راح يسرد موضوع أطفال الحرب بتصور أدبي و كأن هذا الصغير مطرود من الحياة رغم تحقيق وجوده في وسط الحرب فتلاحظ أن حركاته و سلوكاته و حدسه قريب من موته في المشهد المأساوي كونه تلقى عرضا مكثفا عن الحرب و صراعاتها في التعذيب و القتل و تحدث عن صلة الطفل في قصص مكتوبة و التي أثراها الكاتب تاج الدين موسى عبر مدونته الإلكترونية "دحنون"طفل في عشرة قصص حين يترصده الدمع أمام أشلاء البشر و الأمكنة المحطمة و المحروقة و هذا كله بفعل الهلع و الخوف الذي يلازمه في الحرب لذا على الكاتب أن يجسد الأمل في الطفولة موسعا مساحات الحياة الهادئة لحماية هذا العنصر البريء و تحصينه من المعاناة الحربية في حين ركز الدكتور بوعلام بلقاسمي من جامع مسقط بعمان على ارتباط الطفولة بالثقافة الإنسانية العالمية البريئة ضاربا المثل بما عايشته الجزائر في القرنين 19 و 20 بواقع إستعماري مرير فرضته فرنسا طوال 132 سنة من الإضطهاد و الغطرسة دفعت بالجزائريين إلى قيادة ثورة كان فيها الطفل عرضة للانتهاكات بفعل المشاهد القمعية و الرهيبة تحت الرعب و الحرمان ما جعل الطفل الجزائري يوظف مخيلته بتعبير صادق عن الآلام و الجروح. وقد خرج المؤتمر بتوصيات و المطالبة ببحث الموضوع إجتماعيا و نفسيا بطريقة علمية و مساءلة الذاكرة الشعبية بالشهادات .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)