شكل موضوع ”ملحمة اللغة العربية في بلدان الحوض الغربي المتوسطي” محور محاضرة ألقاها الأستاذ سليمان عناني مساء أول أمس، بالمجلس الإسلامي الأعلى بالعاصمة، أثار فيها عناني تساؤلات شتى أهمها.. هل للعربية ما تنفرد به دون سائر اللغات حتى تستحق إدراجها ضمن الملاحم التاريخية المعروفة. وكانت إجابة المحاضر أن للعربية جذورا تاريخية وأنها لقيت اهتمام علماء من أوروبا وشكلت لعقود من الزمن همزة وصل ما بين الحضارات، وأن تاريخها يفوق 30 قرنا خلافا لما يتداول، فكانت البداية حسب المتحدث مع نزوح الفينيقيين صوب الغرب البعيد حتى قيل أنهم وصلوا إلى البرازيل حاملين معم أبجديات شبيهة بالأبجدية العربية القديمة ومع أقوام من قبائل الجزيرة العربية، ومن هؤلاء يمنيون بقيادة إفري قش هذا الذي أطلق اسمه على إفريقيا.
ويرى الباحث أن جل مناطق المغرب العربي يتحدث الناس فيها بلغة سامية تشبه اللغة العربية ”فهم يفكرون ويحسون مثلما يفكر ويحس أهل المشرق منذ ما يناهز الثلاثين قرنا”. وفيما يتعلق بالفترة البيزنطية يقول المحاضر إنه في حين كانت إفريقيا الشمالية على استعداد للقيام بانتفاضة على الحكم البيزنطي بدأت تظهر في الأفق بوادر حضارة جديدة قوامها اللغة العربية اكتملت أدواتها مع نزول القرآن. وحسب المتحدث فإن الفاتحين المسلمين لم يجدوا صعوبة كبيرة في التواصل مع السكان البربر نظرا لكون أغلب المفردات التي يستعملونها ذات جذور عربية. وفي سياق متصل، قال المتحدث إن السكان الأصليين بعد اعتناقهم الإسلام شاركوا في تأسيس امبراطورية عربية إسلامية بإسبانيا، مضيفا أنه ما انتهى القرن التاسع ميلادي حتى أصبحت قرطبة عاصمة تنافس بغداد في رقيها.
وأشار إلى أن مفكرين من أوروبا اتخذوا من دراسة العربية هواية تمكنهم من الاطلاع على التراث الأدبي والعلمي اليوناني والفارسي والهندي، مما جعل اللغة العربية تنتشر في أوروبا في العصر الوسيط وحتى فيما بعد هذا العهد. كما نوه المحاضر بالاهتمام الكبير لملوك أوروبا و شغفهم بالأدب العربي، مثل ألفونس العاشر الملقب بالحكيم ملك إسبانيا، وروجي الثاني ملك صقلية. ق.ث / واج
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/02/2010
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com