الجزائر

احتجاجات تونس تحمل مؤشرات ثـورية بن علي يحصر الأزمة في الزاوية الاجتماعية



ما هو السقف الذي يجب أن يصله عدد القتلى على الأرض التونسية ليتم التغيير الجذري الذي يريده التونسيون؟ هو السؤال الذي يراود كل تونسي وكل من يتابع التطورات في الأسبوع الرابع، منذ أقبل شاب في جنوب تونس، في سيدي بوزيد تحديدا، على حرق نفسه تنديدا بالظلم الذي تعرض له. 
 مع مرور الأيام، ازداد حجم المتظاهرين في الشارع التونسي. وخاطب الرئيس بن علي مواطنيه للمرة الثـانية في أسبوع واحد، ووعد بخلق مناصب عمل وفتح الحوار مع الشركاء الاجتماعيين. وتحرك الرأي العام الخارجي، طالبا منه تحرير المعتقلين والكف عن البطش والقمع.
نقابات وأحزاب وصحافيون ومجتمع مدني تحركوا في اتجاه واحد للتعبير عن رفض سياسة الأمر الواقع التي صاحبت اعتلاء زين العابدين بن على الحكم في تونس، بعد الإطاحة بالمجاهد ''الأكبر'' الحبيب بورفيبة، فقبض تونس بيد من حديد، خنق الحريات وزج بالإسلاميين واليساريين، على حد سواء، في السجون وأسكت الأصوات، ومكث عقدين في نعيم لا يخالفه إنس ولا جان في قراراته الفوقية. وفجأة، تحرك الشعب وخرجت للسوق أشرطة الراب ـ الأغاني الشبانية ـ منها واحدة تقول ''يا بن علي شعبك ما''، بمعنى أنك تمتلك بلدا ولا تمتلك الشعب. فهو ليس معك...
أمام هذه المعادلة الصعبة، حاول بن علي تأديب المحتجين بتوظيف آلة القمع وسفك الدماء. لكن الدماء خلقت مفعولها العكسي، فخرج كل من كان يتردد ولا يؤمن بالتغيير، ورددوا شعارات الحرية والتغيير. لكن بن علي ها هنا قابع يقمع، لا يفكر في الرحيل ولا في الإقبال على إصلاحات في العمق. ويقول إن السحابة ستمر... حتما.
وتعاقبت الأيام، فأخذت الاحتجاجات بعدها الثـوري. إنهم يريدون رحيل الدكتاتورية البشعة التي فرضها ''شاوسيسكو'' العرب على قومه. والرئيس يعتقد أن حماس المتظاهرين سيزول مع مرور الوقت. فيعلن عن إجراءات ذات طابع اجتماعي، دون الخوض في الباب السياسي الذي يعتبر المفتاح في المطالب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)