توصلت القوى الكبرى وإيران، امس الثلاثاء، إلى اتفاق تاريخي حول الملف النووي الإيراني في ختام مفاوضات فيينا، بعد أكثر من عشر سنوات من المفاوضات المتقطعة لإبرام اتفاق قد يغير ملامح منطقة الشرق الأوسط.وقال مصدر دبلوماسي، لوكالة فرانس برس: "لقد تم التوصل إلى الاتفاق" في ختام 21 شهراً من المفاوضات وجولة نهائية استمرت أكثر من 17 يوماً في فيينا لإغلاق هذا الملف الذي يثير توتراً في العلاقات الدبلوماسية منذ 12 عاماً.وكشف دبلوماسي غربي لوكالة أسوسيتدبرس، عن تجاوز العقبات الأخيرة، والتوصل إلى اتفاق مع إيران ، مشيراً في هذا الإطار إلى تحقيق تفاهم حول دخول مفتشي الأمم المتحدة إلى المنشآت العسكرية الإيرانية، من أجل مراقبة البرنامج النووي.هذا ويحق لإيران الاستفسار عن أي طلب يرد من الأمم المتحدة بشأن الدخول إلى هذه المنشآت العسكرية.ومن المنتظر أن تعلن الأطراف المعنية عن تفاصيل الاتفاق من خلال مؤتمر صحفي في غضون ساعة.وكتبت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي كاثرين راي على موقع تويتر، إن "الجلسة الختامية بحضور دول مجموعة 5 1 (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا) وإيران عند الساعة 10:30 (08:30 ت.غ) في الأمم المتحدة" في العاصمة النمساوية فيينا.وأضافت أن الاجتماع سيليه مؤتمر صحافي.وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف عن الاجتماع في الموعد نفسه في تغريدة على تويتر.ويقضي الاتفاق برفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة على إيران، مقابل موافقتها على فرض قيود طويلة المدى على برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب بأنه يهدف إلى صنع قنبلة ذرية.وقال دبلوماسيون لوكالة رويترز للأنباء، امس (الثلاثاء)، إن إيران قبلت بخطة تقضي بعودة سريعة للعقوبات خلال 65 يوماً إذا لم تلتزم باتفاقها مع القوى العالمية الست للحد من برنامجها النووي.وذكروا أن حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران سيستمر بموجب الاتفاق النووي خمس سنوات، بينما سيستمر الحظر على الصواريخ ثماني سنوات.واستمرت المفاوضات الأخيرة في فيينا قرابة ثلاثة أسابيع جرت خلالها محادثات مكثفة بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف.ويهدف الاتفاق إلى الحد من النشاط النووي الإيراني لأكثر من عشر سنوات مقابل التعليق التدريجي للعقوبات التي أضرت بصادرات إيران النفطية وكبلت اقتصادها. ردود الفعل الدولية على اتفاق إيران النووي تباينت ردود الفعل الدولية بعد إعلان إيران والقوى العالمية الست، امس التوصل لاتفاق بخصوص الملف النووي الإيراني.وتراوحت ردود الفعل بين الترحيب والتنديد بعد مباحثات اختتمت باتفاق ينهي الأزمة حول الملف النووي لطهران. إسرائيل وصف رئيس الوزراء الإسرئيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي بالخطأ التاريخي. وقال نتنياهو إنه سيبذل قصارى جهده لعرقلة طموحات إيران النووية، مضيفا "ستحصل إيران على مسار مؤكد صوب الأسلحة النووية. سترفع كثير من القيود التي من المفترض أن تمنعها من الوصول إلى ذلك".وشدد على أن إيران "ستحصل على الجائزة الكبرى. جائزة حجمها مئات المليارات من الدولارات ستمكنها من مواصلة متابعة عدوانها وإرهابها في المنطقة وفي العالم. هذا خطأ سيء له أبعاد تاريخية".من جهتها، اتهمت نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي هوتوفلي القوى الغربية بالاستسلام لإيران بعد أن قال دبلوماسيون في فيينا إن القوى الست توصلت لاتفاق مع طهران بشأن كبح برنامجها النووي.وأضافت على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "هذا الاتفاق استسلام تاريخي من جانب الغرب لمحور الشر وعلى رأسه إيران... ستعمل إسرائيل بكل وسيلة ممكنة لوقف التصديق على الاتفاق". باكستان من جهتها، باركت باكستان الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران و"السداسية"، وقال مصدر رسمي في إسلام آباد إن بلاده تأمل في أن يساعد البرنامج النووي الإيراني في إكمال خط الغاز بين إيران وباكستان.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/07/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ق
المصدر : www.elmassar-ar.com