الجزائر

اتّفاق على الارتقاء بمختلف الفنون



اتّفاق على الارتقاء بمختلف الفنون
اتّفق وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ونظيره وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني الدكتور رضا أميري، على وضع خارطة طريق تمتين العلاقات الثقافية والارتقاء أكثر بالعمل الثقافي بين البلدين؛ من خلال توقيع اتفاقيات بين البلدين في السينما بين المكتبات وترميم الوثائق والمخطوطات في الموسيقى، وفي مجال الفنون التشكيلية التمثيلية، وكذلك إقامة لقاءات دورية بين مثقفي البلدين لمناقشة القضايا الكبرى.أوضح ميهوبي في حوار أجرته معه وكالة "مهر" للأنباء، أنّ المسافة اليوم لم تعد حاجزا بين البلدان فيما بينها، وأن إمكانيات التواصل صارت متنوّعة، وأنه لا توجد أيّ مشاكل بين البلدين من هذه الناحية، وهي إن وُجدت فإنّما تنحصر في أمور كاللغة والترجمة، وهذه المسائل هي أمور تقنية وفنية يمكن تجاوزها، لكن هناك إرادة حقيقية بين البلدين للوصول إلى ما هو أفضل بالمستقبل، مضيفا أنّ العلاقة بين إيران والجزائر جيدة، وتسير بصورة يراعي فيها كل بلد مصالح الآخر، ويتم التركيز على ما يهم البلدين في الجانب السياسي والاقتصادي والثقافي، والأمور تسير بصورة عادية، بل جيدة، وهذا الذي يطمح إليه البلدان؛ لأنّنا في عالم الآن يتطلّب من هذه الخطوات لتحقيق المصلحة المشتركة.واعتبر الوزير أنّ التعاون الثقافي بين إيران والجزائر ما هو إلاّ ترجمة لإرادة سياسية بين البلدين؛ من أجل الارتقاء بالعلاقات في كلّ المجالات نحو الأفضل ونحو ما يخدم مصلحة البلدين. وأوضح حول حقيقة العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائلا: "يجب أن نقول إنّ ما نقوم به نحن من تواصل ثقافي بين الجزائر وإيران وما حضور الجزائر في النشاطات التي تنضم في إيران أو إيران عندما تحضر في النشاطات المنظمة في الجزائر، ما هو في النهاية إلاّ ترجمة لإرادة سياسية بين البلدين من أجل الارتقاء بالعلاقات في كل المجالات نحو الأفضل، ونحو ما يخدم مصلحة البلدين".وأضاف ميهوني: "هي أيضا رغبة صادقة في إقامة جسور تعاون ثقافي دائم؛ لأنّ الثقافة هي الثابت الدائم في هذه العلاقات، وهي الجسر الذي تنتقل منه كلّ العلاقات الأخرى؛ بمعنى إذا أقمت جسرا متينا فيمكن أن تمرّ عليه السياسة والاقتصاد وكلّ ما يعزّز هذه العلاقات إذن، فنحن نترجم هذه الإرادة التي يعمل على تمكينها وتقويتها الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة والرئيس الدكتور حسن روحاني". ورأى ميهوبي أنّه عندما تشارك إيران في مناسبات ثقافية في الجزائر إنّما هي تقرّ نماذج من ثقافتها وتراثها ورصيدها الحضاري، تعرّف به الجزائريين، والشيء نفسه تقوم به الجزائر.ووقّع الوزير الجزائري ميهوني ديواناً شعرياً له مترجماً إلى اللغة الفارسية بعنوان "أوراس"، إلى جانب رفع الستار عن تمثال للأمير عبد القادر الجزائري صنعه فنان إيراني.نوري كوفي يطربفي سياق متّصل، أطرب الفنان نوري كوفي وفرقته الجمهور الذي حضر الحفل وأحياه بالمكتبة الوطنية بطهران في إطار اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي الجزائري بإيران، الذي تتواصل فعالياته إلى 16 ديسمبر ببرنامج يشمل أنشطة ثقافية وفكرية. وتفاعل الجمهور من إيرانيين من أعضاء الجالية الجزائرية والعربية بطهران الذي استمتعوا بالوصلات الغنائية الأندلسية الأصيلة التي أداها المطرب وفرقته بحرفية وتألق. وأضفى التناسق بين الصوت الشذي للفنان والعزف المتناسق للموسيقيين بزيهم التقليدي العريق، روحا جزائرية أصيلة على القاعة.وبعد أوّل أغنية "شمس العشية" استهل بها المطرب الحفل الذي دام قرابة الساعتين، تجاوب الجمهور مع موسيقى وكلمات الأغاني، مبديا انجذابا عفويا إلى هذا الطابع الأندلسي، الذي يشبه موسيقى جنوب إيران، كما صرح بعض الحاضرين. ولم يبخل المطرب عن القاعة التي أبدت معرفة وذوقا للفن الراقي، بمختارات من الأغاني الأندلسية التي تنتمي إلى الريبيرتوار؛ الإرث الغنائي الجزائري العريق.وانتقل هدوء واستماع الحضور في اهتمام لما يقدَّم، إلى الاندماج الكلي مع الغناء خاصة بعد تقديم نوري كوفي أغانيَ إيقاعية، حيث شاركه الجمهور بالتصفيق والهتاف مع كل نغمة، وزاد ذلك الحماس عند أدائه أغاني فاقت سمعتها الحدود وهي من الطابع العصري، مثل "بنت بلادي" و«يا الرايح" للمرحوم دحمان الحراشي، التي عرفت انتشار كبيرا بعد رحيل صاحبها، وأعيد أداؤها من قبل مطربين جزائريين وأجانب.ورغم عدم فهم أغلب الحاضرين العربية إلاّ أنّ جمال الأشعار الصوفية التي تتغنى بحب الرسول، صلى الله عليه وسلم، وسحر الموسيقى الأندلسية الراقية، جعلهم ينبهرون.وتواصلت فعاليات الأسبوع بعرض فيلم "معركة الجزائر" للمخرج جيلو بونتي كورفو، في قاعة أخرى من المكتبة. وتابع الجمهور المشكَّل أغلبه من الطلبة، باهتمام وقائع الفيلم الذي يستعرض جانبا هاما من تاريخ الجزائر.ويُذكر أنّ النسخة دُبلجت إلى الفارسية في أحسن صورة، كما كانت تقنيات العرض ممتازة.إجماع على ضرورة تعميق الجسور الثقافيةفي سياق آخر، أشار رئيس مهرجان وهران السينمائي الدولي الشاعر إبراهيم صديقي في حديث إلى وكالة "مهر" للأنباء، إلى أنّ الأسبوع الثقافي الجزائري في طهران هو تمازج للحضارة والتاريخ، مشيراً إلى العلاقات الثقافية الوطيدة بين البلدين. وأضاف أنّ المثقفين في الجزائر يتابعون الحراك الثقافي الإيراني بنهم ولا يفوّتون الاطلاع عليه، من خلال مختلف وسائل التواصل الموجودة. وأوضح صديقي أنّ أسماء جزائرية كبيرة حاضرة في هذه الفعالية الثقافية في مختلف المجالات الموسيقية والرسم والسينما والصناعات اليدوية، معرباً عن سعادته بزيارته الأولى لطهران، متمنيا أن تتطوّر هذه العلاقات مستقبلا، وتترجَم خارج فعاليات الأسابيع الثقافية.كما استضافت طهران المخرج الجزائري الكبير أحمد راشدي في هذه الفعالية الثقافية المميزة. وصرح راشدي بأنّ هذه هي زيارته الأولى إلى طهران، وللأسف جاءت متأخرة، معرباً عن شكره للاستضافة الجميلة في طهران، التي أتاحت للطرفين الاطلاع على ثقافة الآخر والنقاط التي تخدم التقارب بين الطرفين.وأضاف المخرج راشدي أن هذه الخطوة يجب أن تنتقل إلى مرحلة عملية بعيداً عن الخطابات، مشيراً إلى اتفاقية للإنتاج المشترك لصناعة السينما بين البلدين، ستوقَّع قريباً لتوسيع الطريق بين الحرفيين، موضحاً أن هناك مواضيع مشتركة على صعيد العالم الإسلامي يجب التطرق لها والوقوف أمامها وقفة رجل واحد، ولاسيما ضد حملات الغرب ضد المسلمين. وأضاف أن قضية أخرى في العالم الإسلامي عامة تحتاج إلى عمل إعلامي مضاد يخدمها ويعزّز المفاهيم الصحيحة أمام العالم، مطالباً بتوظيف صناعة السينما لخدمة هذه القضايا، فهي الفن الذي يقلد الواقع.وألفت الشاعرة مي غول قصيدة باللغة العامية الجزائرية خلال أمسية الافتتاح مرتدية الزي التقليدي الجزائري. وأشارت في تصريح لها إلى أنها مبهورة بالجمال والثقافة الإيرانية والمحبة، قائلةً: "كان حلمي أن أزور بلاد فارس، فأنا عاشقة لعمر الخيام وجلال الدين الرومي". وأوضحت الشاعرة أنّ الحضارة الفارسية تركت بصمة خاصة في المؤلفات الإسلامية، مشيرةً إلى أنّ ما تركه الفكر الفارسي معروف في البلاد العربية، والمطبوعات تجدد الشعر الكلاسيكي الفارسي مع ضعف في الترجمات الحديثة. ونوّهت الشاعرة بأن الشعب الجزائري يحب الأدب الفارسي بالرغم من أن الملمين باللغة الفارسية قليلون، إلا أن المضمون الفكري منقول إلى اللغة العربية، مؤكّدةً على ضرورة تعميق الجسور الثقافية في البلدين، ولاسيما في مجال الأدب والترجمة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)