الجزائر

“إيزابيل إبرهارت” كانت صديقة الجزائريين وليست جاسوسة لفرنسا



“إيزابيل إبرهارت” كانت صديقة الجزائريين وليست جاسوسة لفرنسا
حسناء شعير
استعرض الدكتور السبتي معلم بدار الثقافة “محمد العيد آل خليفة” بباتنة مساء أول أمس، كتابه الصادر حديثا تحت عنوان “إيزابيل إبرهارت.. اللغز الدائم”. ويروي هذا الكتاب الذي تضمن جوانب خفية من حياة من تلقب ب “الفارسة المنسية”، ولأول مرة باللغة العربية، حسب المؤلف، “قصة شخصية مخالفة تماما عما قيل وكتب عنها وما كان يعتقد بها”. وذكر الكاتب أن “إيزابيل إبرهارت” ليست الجاسوسة التي عملت لصالح القوات الاستعمارية وإنما المسافرة والرحالة والفارسة التي عرفت الجزائر وعمرها لا يتعدى 15 سنة من خلال رسائل شاب فرنسي كان يعيش بمدينة باتنة جمعتها به علاقة صداقة عن طريق المراسلة في سنة 1900 . وعندما قدمت هذه الفتاة النمساوية ذات الأصول الروسية إلى الجزائر؛ كان عمرها حوالي 20 سنة “فأحبتها بكل جوارحها وتعلقت بأهلها واعتنقت دينهم لتثير شخصيتها جدلا كبيرا في فترة حياتها وحتى بعد مماتها”. ومن خلال 138 صفحة من الحجم الصغير؛ تناول الكاتب حياة “إيزابيل” منذ مولدها في ال 17 أكتوبر 1877 ب”جنيف”، سويسرا، ثم سفرها إلى الجزائر والعلاقات التي ربطتها عبر المدن التي مرت بها منها عنابة وعين الصفراء وتڤرت وكيف استطاعت أن تكون أول امرأة مراسلة حرب في زمانها حوالي سنة 1902 . ويتوقف الكاتب في كتابه عند الفترة التي تواجدت فيها “إيزابيل إبرهارت” بمدينة باتنة بفندقها العتيق “فندق الشرق” بوسط المدينة الذي نزلت فيه لأول مرة بمنطقة “الأوراس” ثم المنزل الذي سكنت فيه لفترة مع زوجها الجزائري سليمان إهني ب”حي الزمالة”. وتطرق الكتاب بلغة بسيطة وسهلة إلى المغامرات التي عاشتها “إيزابيل”، وكيف اتخذت السلطات الاستعمارية منها موقفا آنذاك لأنها كانت أينما حلت بالجزائر تعمد إلى فضح تعامل المستعمرين مع أصحاب الأرض الأصليين وتحولها إلى الصوفية وزياراتها للزوايا ثم مواقفها من المقاومات الشعبية التي عرفها الجنوب الوهراني منها “المنقار” بسعيدة و”تاغيت” ببشار التي كان يقودها الشيخ بوعمامة.
من ناحية أخرى، يرى الدكتور معلم أن حياة “إيزابيل إبرهارت” التي توفيت في ال 21 أكتوبر 1904 تحت أنقاض منزلها بمدينة عين الصفراء التي تعرضت لفيضان؛ تبقى رغم ما كتب عنها لغزا دائما. ويعرف عن الدكتور السبتي معلم الذي ولد بباتنة في سنة 1961، بأنه كاتب وباحث وحاصل على عدة شهادات جامعية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)