الجزائر

إيديولوجية الرواية والكسر التاريخي



لا تريد هذه الدراسة التعرّض للنص الروائي و تحليله تحليلا منهجيا وفق ما تتيحه الإمكانات الإجرائية التي توفرها المناهح النقدية المتعددة الأطروحات و الأوجه و المشارب، و بما تتيحه لها إمكاناتها من سبل الوصول إلى ما تخزّنه بنياته الظاهرة و الباطنة و ما توفره طرائقُ سرده من تمظهرات فنية وجمالية. و هي بناء على ذلك لا تريد التأريخ له من وجهة نظر تأريخية حِقَبية تستأثر بما للمؤلف من سطوة على النص يمارسها بعد الانتهاء من نشره على القراء و الدارسين، و بما للقارئ من سلطةٍ على النص يريد الاستئثار به معزولا عن مؤلفه. إن هذه الدراسة تزعم أن لديها رغبة في استغلال المسافة الفاصلة بين الروائي و الرواية، أي بين الذات و النص، و ذلك من أجل إلقاء الضوء على ما يمكن أن يتراكم في هذه المسافة من مضمرات فكرية و معرفية ليس بإمكانها بناء جسر تواصلي بين ما يمكن أن يعيق المُوصِلات الثقافية بين الروائي و نصوصه فحسب، و إنما بإمكانها كذلك أن تبني – في اتجاه معاكس للأول- جدُرا استباقية بين الروائي و رواياته تُعيقُ وصول النص إلى القارئ بما تتيحه من قراءات متعددة، و تعيق وصول وجهة نظر القارئ إلى الروائي في ما استطاعت الرواية، أو تستطيع، أن تثيره فيهما معا من تداعيات تتجاوز ما يقترحه النص من بلاغات ظاهرة إلى ما ينتجه أطروحات سوسيو ثقافية ليست أقل أهمية من النص منظورا إليه مفصولا عن كاتبه، و لا أقل أهمية من الكاتب منظورا إليه و هو مقطوع عن نسله الإبداعي

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)